أمواج ناعمة
ياسر عرمان خارج الشبكة
د. ياسر محجوب الحسين
منذ البداية كان وجود ياسر عرمان في الحركة الشعبية أمرا غير طبيعي وحملا خارج الرحم ونوعا من زواج المتعة.. الحركة في بدايتها كانت في حاجة لناطق رسمي ليس جنوبيا وإنما (جلابي) يتحدث اللغة العربية (بطلاقة) لينقل خطابها إلى كل المتحدثين باللغة العربية وليعطي الانطباع بأن الحركة ليست عنصرية بل بها مواطنين من شمال السودان!!، وكان لها ما أرادت وحقق لها عرمان أهدافها في هذا الاطار بنسبة نجاح مقدّرة.. كذلك كان هدف عرمان ومن ورائه الحزب الشيوعي أن يجعل من الحركة حصان طراودة يصل به إلى ما لم يستطع الوصول إليه وهو الحزب الذي أصابته الكثير من عاديات الزمن من تشرزم وتكلس هرمي وقد كانت أكبر مصائبه السقوط المدوي للعقيدة التي تأسست عليها الاحزاب الشيوعية في انحاء العالم المختلفة وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وبذلك اعلنت رسميا وفاة الماركسية واندثرت إلى غير رجعة مصطلحات البروليتاريا وديكتاتورية الطبقة العاملة.
الجديد في أمر عرمان الذي يتشبث بمنصب نائب الأمين العام للحركة ورئيس قطاع الشمال، وجود مشاورات حثيثة وسرية بين قيادات الحركة الشعبية بشأن تعيينه في منصب وزاري بحكومة الجنوب.. والهدف من ذلك على ما يبدو ابعاده الرجل الذي أتت رياح السياسة بما لا تشتهي سفنه فاصطدمت أجندته الشيوعية مع أجندة الحركة.. وكان سبب المشاكل العويصة في قطاع الشمال محاولة عرمان تفضيل العناصر الشيوعية وتعيينها في مناصب حساسة.. ومؤخرا قام عرمان في ذات الاطار بإغلاق مكتب ولاية القضارف بقطاع الشمال إثر الخلاف الذي نشب بينه وبين أمين ولاية القضارف حيث اتهم الأخير عرمان بالسعى إلى تعيين عناصر شيوعية في قيادة مكتب الولاية، فتطور الخلاف إلى الحد الذي دعا عرمان إلى اتخاذ قرار غاضب وانفعالي بإغلاق المكتب وتجميد نشاطه وسحب عرباته إلى الخرطوم.
تؤكد المعلومات أن المنصب الوزاري الجديد الذي قد لا يعجب عرمان لأنه سيكون مدركا تماما لأبعاده ومراميه التي منها ابعاده عن قطاع الشمال وإغلاق ملف المشاكل التي أثارها في القطاع، حتى أن هذا الخيار بلغ من القوة بحيث أن أي رفض من جانب عرمان سيطيح به نهائيا ويسقط الحمل الذي ظل خارج الرحم.. هل ستشهد الأيام المقبلة خروج عرمان عن شبكة الحركة؟! لننتظر ولا نستعجل.
تعليقات