المشاركات

عرض المشاركات من 2015
صورة
صحافة الخرطوم.. مصير غاليليو   ياسر محجوب الحسين * غاليليو عالم فلكي وفيلسوف وفيزيائي إيطالي (1564-1642)، بطشت به الكنيسة لأنه أثبت خطأ نظرية أرسطو بشأن الحركة، ونشر نظرية كوبرنيكوس الذي صاغ حقيقة مركزية الشمس وكون الأرض جرما يدور في فلكها، فعقدت له محكمة من قبل محاكم التفتيش الرومانية واتهم بالهرطقة وحكم عليه بالسجن ومنعت المحكمة تداول كتاباته وأفكاره . اليوم تواجه الصحافة في السودان بطشا ممنهجا، فلا ترى فيها الحكومة سوى غول، كما الغول الخرافي في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية فهو مخلوق بشع مخيف وفوبيا أسطورية، بيد أن الصحافة في حقيقة الأمر ليست غولا مفترسا بل هي ضحية ولا تشبه الغول الخرافي إلا في كونه بشعا يستحق ضرب غرائب الإبل . فالخرطوم على ما يبدو تقتفي أثر الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي وتردد كل يوم قوله وهو يخاطب أهل العراق في خطبته الشهيرة بالكوفة أول ولايته عليهم قائلا "أما والله لألحونكم لحو العود، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ". منذ أن صدرت أول صحيفة سودانية في عام 1919 لم تشهد الصحافة عملا أخرق مثل الذي أقدمت عليه الحكومة حين صادر جهاز الأمن والم

يحدثوننا عن الحداثة وعصر ما بعدها

أمواج ناعمة يحدثوننا عن الحداثة وعصر ما بعدها د. ياسر محجوب الحسين يحدثوننا عن عصر الحداثة، بل يحدثوننا عن عصر ما بعدها؛ فهذا يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق يقول في مقال له: "من الواضح أن أوروبا المسالمة في عصر ما بعد الحداثة سوف تجد صعوبة كبيرة في التعامل مع التحديات التي ينطوي عليها إحياء سياسات القوة".. فما هي الحداثة وما هو عصرها وأين نحن منها؟ وهل الحداثة تاريخيا لم تظهر إلا مع أوروبا؟.. الواقع حتى فلاسفة الغرب يعطون لهذا المصطلح معاني مختلفة أحيانا، بل ومتناقضة في بعض الاحيان.. البروفيسور جيلبير هوتوا أحد أهم الاختصاصيين البلجيكيين في تاريخ الفلسفة، يرى أن مصطلح ما بعد الحداثة مصطلح غامض ومثير للجدل والخلاف. ويشير الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ليوتار إلى أن فترة ما بعد الحداثة، تعني انهيار الانظمة الفلسفية التي سيطرت على أوروبا منذ القرن الثامن عشر، بل ويصفها بالحكايات الكبرى أو الأساطير الكبرى. ففي رأي ليوتار أن الليبرالية، والاشتراكية، والماركسية، وفلسفة التنوير عموما، أنظمة فلسفية وعدت البشرية بالتحرر من الفقر والجهل والقمع والظلم بيد أنها فشلت فشلا كب