المشاركات

عرض المشاركات من 2008
صورة
أمواج ناعمة جوبا.. ومصنع البيرة د. ياسر محجوب الحسين · ذكرنا بالأمس أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر طلب من المجتمع الدولي 95 مليون دولار لمساعدة مليونين ومائتي ألف شخص قال إنهم على حافة المجاعة في كل من جيبوتي والصومال وكينيا وإثيوبيا. وقلنا أن هذا المبلغ الزهيد يمكن أن يخسره بسهولة، أي أوروبي أو أمريكي في ليلة قمار حمراء، أو يبذله ثري عربي بسخاء على اسطبل خيله المنعمة. لكن هذه الدهشة في التلاعب بالمال تراجعت أمام خبر سعي حكومة الجنوب لبناء مصنع بيرة بتكلفة 37 مليون دولار.. نعم ليس مصنعا للأدوية أو مدارس أو مستشفيات، وهذا السعي تعدى مرحلة التخطيط والمراجعة فسكان جوبا (سيستمتعون) بالبيرة في فبراير القادم أي بعد شهرين فقط.. رفعت الأقلام وجفت الصحف. · ديفيد رعد الشريك الرسمي لشركة ساب ملير ثالث أكبر شركة عالمية في إنتاج الخمور قال أن المصنع سينتج 4,8 مليون جالون يومياً.. لاشك أن هذا التفكير (الاستثماري) الفذ لحكومة الجنوب يسكن المنطقة الدقيقة الفاصلة بين حدود العبقرية والسيريالية. · إنه إحساس طاغٍ بخيبات أمل عظيمة أن تتحول جوبا إلى مدينة حمراء ومجنونة تستبد بعشاق الليل.. إ
صورة
أمواج ناعمة آهٍ من قيد يخنق الأمل د. ياسر محجوب الحسين § 95 مليون دولار فقط طلبها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لمساعدة مليونين ومائتي ألف شخص قال إنهم على حافة المجاعة في كل من جيبوتي والصومال وكينيا وإثيوبيا. 95 مليون دولار هي (بضعة ملاليم) يمكن أن يخسرها بسهولة ولا يلقي لها بالا، أي أوروبي أو أمريكي متنطع في ليلة قمار حمراء، أما الأدهى والأمرّ ذات هذه (الملاليم) يمكن يبذلها ثري عربي بسخاء وكرم حاتمي على اسطبل خيله المنعمة. فهناك غير بعيد من القرن الإفريقي المغلوب على أمره من الكنوز والأموال ما إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة أولي القوة. § ذلك الاتحاد – وهو أكبر شبكة إغاثة بالعالم- أكد أن هذه ربما تكون المرة الأولى في التاريخ، وبالتحديد بالقرن الأفريقي، التي نرى فيها أزمة بهذا الحجم!! والسبب الجفاف قاتله الله الذي أكل الأخضر واليابس.. الجفاف الذي تتسبب فيه آلة الصناعة الضخمة في أمريكا وحول العالم تنفث انبعاثاتها الغازية.. دعاة البيئة بحت أصواتهم وجف ريقهم وهم يحذرون المفسدين في الارض.. أمريكا أكبر دولة باعثة لهذه السموم ترفض التوقيع على اتفاقية كيوتو التي تدعو للحد من هذه ا
صورة
أمواج ناعمة في بيت الشيخ.. د. ياسر محجوب الحسين § شيخنا الحكيم، إن صمت عليه الوقار وإن تكلم سمى وعلاه البهاء.. كلامه خرزات عقد يتحدّرن، حلوٌ فصلٌ لا نذرٌ ولا هذرٌ.. فهو كما يعرفه القاصي والداني صاحبُ منطقٍ آسرٍ مقنعٍ ينسابُ في هدوءٍ واحاطة.. ساد نفسه وجمّلها بالفضائل لا بالنسب والقبائل.. فالجّمال ليس بحرير يُزيّننا. § في العيد كان لنا شرف اللقاء به في بيته العامر، فوجدناه يقدم لضيوفه الكُثر ألوانا بهيجة من الترحاب وطيور حديقته من حول السرادق الذي نصب للضيوف تُزقزق كأنها في عرس مستمر.. لم تكن دار نائب رئيس الجمهورية حين دلفنا إليها كما ظننا مثل العرينة فيها ريح لا تقربها بنو الثعالب غابت الأُسد أم حضرت.. بل عبرنا إلى الداخل كما يعبر أيّ منا إلى بيوت الغبش في الشمال أو في الغرب أو في الشرق أو في الخرطوم أو في جوبا. لقد كان سراج الوصل بين شيخ علي وبين ضيوفه الغُبش أزهرا وكلهم ثقة أنهم قصدوا معترف بقدرهم.. ولو لا علمهم ويقينهم بذلك الاعتراف لما حضروا لأنهم قوم أعزاء إن ينأ عنهم كائن من كان تجدهم عنه نائون.. § العبقرية السياسية المستكنة في شيخنا تتألق عظمة وتتفوق اقتدارا.. فقد اتسم مجمل اد

لغتنا.. وحدتنا وتماسكنا

صورة
أمواج ناعمة لغتنا.. وحدتنا وتماسكنا د. ياسر محجوب الحسين من يحارب اللغة العربية في السودان لاشك أنه يحارب وحدته وتماسكة، ويهدف لقطع الصلة بين جنوبه وشماله، بل أن محاربتها فيه تفتيت للجنوب نفسه كوحدة واحدة لأنها هي لغة التواصل الشعبي بين قبائل الجنوب. وهذه ليست مجرد ملاحظة أو أمنية طارئة، فهذا هو السكرتير الإداري البريطاني أصدر منشورا في 25 يناير من العام 1930م قال فيه: "إن من المسلم به أن اللغة العربية أصبحت هي اللغة السائدة في كثير من أجزاء الجنوب، وينبغي بذل كل وسيلة لزحزحتها من مكانتها الحالية التي يعتبرها الجنوبيون لغة رسمية ولغة حضارة يتطاول بعضهم باستعماله". وكلام المستعمر السابق فيه حقيقتان: الأولى انتشار اللغة العربية في الجنوب، والثانية خوف المتسعمر منها باعتبارها وعاءً حضارياً. واللغة رغم أنها في ظاهرها مجرد تنظيم معين من الاشارات، أو نظام من العلامات الصوتية، لكنها تعتبر وسطا للتفكير ومجالا للتعبير عن الأفكار والعواطف والمشاعر. ومن المؤكد أنها ليست مجرد ألفاظا صوتية لأن الببغاء على سبيل المثال يطلق الفاظا في محاكاته للانسان، إلا أن الله سبحانه وتعالى الى جانب هذه ا

(الراشد).. وخضراء الدمن

صورة
أمواج ناعمة "الراشد".. وخضراء الدمن بقلم: د. ياسر محجوب الحسين خضراء الدمن، الصحيفة اللندنية التي كتبت منذ أقل من شهرين اعتذاراً مذلاً لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بعد أن ظلت تكذب وتتحرى الكذب حتى لم يعرف الناس عنها غير الكذب، واليوم يمضي رئيسها السابق غير الراشد الذي رسم لها خطها الكذوب من قبل، في غيه القديم وعلى نسق تناهى في التطاول على رمز السيادة السودانية متجاوزاً كل الأعراف الصحفية ومتخطياً لكل تقليد وموروث عربي. "الشرق الأوسط" ظلت منذ ميلادها المشؤوم مرتعاً لمن لفظتهم بيوت الدفء ووشائج القربى من أمثال عبد الرحمن الراشد، الذي لم يعرف عنه سوى طرح الامور على نحو موغل في التطفيف وسوء الكيل.فهو من نفر ظلوا يتقلبون على آرائك البلادة ويطلقون تأوهات الموجوعين عن بعد، أرائك أعدتها لهم الاستخبارات الأمريكية، فأرتمت عليها أجسادهم نهمة وعطشى، وغاصت أقادمهم في بحر لذات وليال لا نقول حمراء بل تلونت بكل ألوان الطيف. لقد أضحى الراشد بسبب العمالة التي ارتضاها لنفسه مسخا مشوها شكلاً ومضموناً، فلا هو رجل سعودي ولا هو أمرأة غربية، ولا هو عربي مسلم ولا هو ملحد لا ديني.ولم

إسرائيل وراء شحنات الأسلحة إلى جنوب السودان

صورة
إسرائيل وراء شحنات الأسلحة إلى جنوب السودان د. ياسر محجوب ما زالت الارتدادت الزلزالية لفضيحة شحنة الأسلحة التي حاولت «الحركة الشعبية» في السودان استيرادها في جنح الظلام وبأموال الشعب المسكين في جنوب البلاد تتوالى فيما يخيم على قيادات الحركة الصمت تارة والارتباك تارة أخرى. هذا المسلسل الفضائحي مستمر وحجمه يتعاظم بمتوالية هندسية، ومن حسن الطالع أن البينات والمعلومات التي تترى حول شحنة أسلحة «الحركة الشعبية» تأتي من مصادر غربية ودولية لا يمكن أن يشك أحد في عدم وقوفها بجانب الحركة، لقد كشفت منظمة (إيكوتيرا) انترناشيونال ان سفينة الاسلحة التي كانت في طريقها إلى جنوب البلاد والتى يحتجزها القراصنة الصوماليوٌن، لا تحتوى فقط على 33 دبابة بل تحتوي أيضاً على الاقل على ألف من المعدات العسكرية الثقيلة الأخرى بما فيها (14) ألف قذيفة دبابة وكميات ضخمة من القذائف المميتة، والأدهى والأمر أن تلك القذائف تحتوى كذلك على يورانيوم مستنفد خارق، ولا يستبعد ان يكون ضمن تلك الذخائر قذائف مكسوة ومغطاة بتبطين من اليورانيوم المستنفد وذلك لزيادة القوة القاتلة. واليورانيوم وما أدراك ما اليورانيوم إن كان في حالته الط

عفواً عمرو موسى.. مخالفة القانون الدولي ديدن "الأقوياء» فقط!!

صورة
التعبئة الوطنية الشاملة ضرورة لمواجهة كل الاحتمالات عفواً عمرو موسى.. مخالفة القانون الدولي ديدن "الأقوياء» فقط!! د.ياسر محجوب الحسين لا بد أن نتفق مع السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عندما أعلن في نهاية الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي بحث مذكرة أوكامبو المعيبة أن النظام الدولي الحالي أصبح قائماً على ازدواجية المعايير وضرورة مواجهة ذلك بعد أن أصبح له آثار سيئة على الاستقرار العالمي. لكن لا شك أنه غير مقتنع بقوله «إن الموضوع لن يعالج بأصوات عالية أو شعارات» ودعوته بأن نقف موقفاً رصيناً من النواحي القانونية والسياسية وحقوق الإنسان. فهذه الدعوة الأخيرة هي حيلة الدول المغلوبة على أمرها في نظامنا الدولي. فالضعفاء نطالبهم بالعقلانية وعدم الخروج على القانون الدولي بينما الأقوياء أصحاب الجبروت لا يُسألون عن ما يفعلون. ونعترف أن السيد عمرو موسى الحاصل على وشاح النيلين من السودان في يونيو 2001، بعث الكثير من الحيوية في مؤسسة الجامعة العربية بعد أن ظلت ميتة تنتظر التشييع والدفن، ويبقى الرجل الوحيد الذي يسمي الأشياء بمسمياتها، فقد أعلن بجرأة يحسد عليها وفا

أوكامبو.. رقصة السامبا البرازيلية وحكاية المحكمة الجنائية

صورة
أين تكتيكاته التي تنفي الدوافع السياسية للأجندة الأمريكية؟ أوكامبو.. رقصة السامبا البرازيلية وحكاية المحكمة الجنائية د. ياسر محجوب الحسين لويس مورينو أوكامبو مدعي ما يعرف بمحكمة الجنايات الدولية خرج من رحم بلد منكوب ثقافيا وأثنيا وفي الحقيقة لا وجود لثقافة أرجنتينية كما لا يوجد هناك أرجنتيني أصلي وإن وجد فهو مُهمّش ومنعزل، فقد كانت هذه البلاد أكبر المستعمرات الأسبانية بأمريكا الجنوبية واستمر الاحتلال الأسباني لها حوالي ثلاثة قرون وترتفع نسبة الأوروبيين فيها حيث يشكلون الأغلبية المطلقة أي أكثر من 90% من السكان، فمن هذه البيئة الشاذة وغير الطبيعية خرج إلى الوجود المدعو أوكامبو، الذي يحاول اليوم على مسرح السياسة الدولية رقصة السامبا البرازيلية التي لم يجد منها سوى العري والتكشّف. وحقيقة الأمر إن أوكامبو يتصف بصفات غريبة ليس من بينها العدل والنزاهة والحياد وهي الصفات الضرورية المفترضة في رجل القضاء والقانون، فهو شخصية متناقضة الأقوال والأفعال مضطربة الأفكار ومتهورة تدفعها نوايا سيئة، يقول محمد علي إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية إن واشنطن كانت تنتظر تولي أوكامبو منصب كبير المدعي

باقان أموم.. الطائر الذي عشش في قصر الحكومة

صورة
«اتبع البوم يدلك على الخراب»..!! باقان أموم.. الطائر الذي عشش في قصر الحكومة د. ياسر محجوب الحسين لا بد أن يعي باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية الذي وصف وطنه بـ «الدولة الفاشلة» أنه إن كان هناك من فشل في السودان فإنه يتمثل في تعيينه في منصب حكومي، خاصة إن كان هذا المنصب منصبا رفيعا ومحترما مثل وزارة شؤون مجلس الوزراء، بينما تعمّدت الحركة وضع أفضل وزرائها على الإطلاق الدكتور لام أكول جانبا. فلم يكن أموم طيلة مسيرته السياسية على الأقل منذ توقيع اتفاقية نيفاشا، سوى طائر شؤم ينعق بكل ما هو نشاز وغريب وأينما وجُد أموم وجُد الخراب، وكانت العرب تنظر إلى البوم على أنه طائر الشؤم وتتشاءم به، وقديما ورد في التراث «اتبع البوم يدلك على الخراب» فعندما عشش أموم في قصر الحكومة جلب معه إليه كل ألغام الخراب فانسجم الأمر مع قول الشاعر: يا قصر جُمع فيه الشـوم واللـوم ** متى يعشش في أركانـك البـوم لقد ظن كثير من المتفائلين- وإن بعض الظن إثم - أن تعيين أموم وزيرا في الحكومة يعني تخطيه مرحلة طور المراهقة السياسية، وانتقاله إلى مرحلة رجل الدولة، عوضا عن رجل الغابة المتمرد، خاصة بعد أن استمع الناس لكلام

وثيقة البث الفضائي.. جدل بيزنطي أم مخاوف مشروعة؟

بد من فلسفات واضحة تعالج قضايا الاتصال بجوانبه المتعددة وثيقة البث الفضائي.. جدل بيزنطي أم مخاوف مشروعة؟ د. ياسر محجوب الحسين هل صحيح أن وثيقة البث الفضائي التي صادق عليها وزراء الإعلام العرب تعود بالإعلام العربي القهقرة وتزوي به نحو جاهلية جديدة؟ أم أن تنظيم أي أمر من أمورنا مسألة منطقية وينسجم مع متطلبات الحياة العصرية؟ من المؤكد أنه ليس من المنصف أن يتم تبرئة حكومات بعض الدول من سوء النية، لكن في المقابل نجد أن هنالك طرح انفعالي موغل في التطفيف وسوء الفهم من جانب من تصدى منتقدا تلك الوثيقة التي انتهى بها الأمر لأن تكون استرشادية، وهكذا هي قرارات مؤسسات الجامعة العربية دائما فليس منها خوفٌ لأنها غير مُلزمة لأي عضو حتى في حالة أخطر القضايا الإستراتيجية. فكثيرون أخذوا على هذه الوثيقة المآخذ لكنهم لم يلتفتوا إلى أهميتها من حيث المبدأ إلا قليلا. وتركّز نقدهم لها باعتبارها تتضمن العديد من القيود والمواد المطاطة، وتعمل على تقنين وجود رقيب على ما تنشره المحطات الفضائية من أخبار أو حوارات أو أحداث حية بدعوى احترام السيادة الوطنية وعدم التأثير في "السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية

المسألة السودانية وآفاق الحل.. الميتافيزيقا تفرض نفسها

لفك عُقد التهميش ومزاعم الظلم الاجتماعي المسألة السودانية وآفاق الحل.. الميتافيزيقا تفرض نفسها د. ياسر محجوب كاتب سوداني ظل السودان إلى وقت قريب ينعُم باستقرار نسبي متمثل في سِلم اجتماعي وتعايش ثقافي، على الرغم من إنه وطن شاسع مترام الأطراف، كثير القبائل والعصائب. حتى لامسته الهزات الارتدادية للنظام الدولي الجديد فاستوت بذور الفتن على سوقها كأنها شجر الزقوم، فاختلفت الآراء والأهواء، حتى أنه غدا وراء كل رأي منها وهوى عصبية تمانع دونها فكثر الانتفاض على الدولة والخروج عليها في كل وقت، تحت مزاعم ودعاوي التهميش والظلم الاجتماعي والتعالي الثقافي. ولم يكن ذلك الاستقرار النسبي سوى ثمرة الدولة بمعناها التقليدي في العقل العربي والإفريقي، حيث قيام طبقة ثقافية معينة أو ربما اجتماعية بمقتضيات الحكم والسلطان. حيث كانت الدولة وفقا لذلك المفهوم إطارا نظّم بسلاسة علاقات الاختلاف والتعددية. والحقيقة أن هذا المفهوم للدولة ما زال هو السائد والمهيمن والمطبق في معظم دول العربية والإفريقية، إن لم نقل كلها، رغم مؤشرات "الحداثة" السطحية والهشة في ذات الوقت، التي تخفي تحتها جذور الدولة التقليدية. وب

ديمقراطية لبنان "التوافقية" هل تحتاج إلى إعادة إنتاج؟

في ضوء متغيرات جديدة حدثت على الأرض ديمقراطية لبنان "التوافقية" هل تحتاج إلى إعادة إنتاج؟ د. ياسر محجوب كاتب سوداني لا شك أن كل الحادبين على هذه الأمة قد سرّهم ما حدث في لبنان مؤخرا من توافق بإرادة عربية وهندسة قطرية. ولعل الزخم الإعلامي والسياسي على المستوى الإقليمي الذي حظيت به المشكلة اللبنانية شحذ من همة كل الجهود التي تعاطت مع المشكلة، ولا نقول أن هذا الزخم لا يتناسب مع حجم المشكلة اللبنانية وتأثيراتها الإقليمية ولكن نقول أن هناك كثيرا من المشكلات والمعضلات السياسية على المستوى الإقليمي التي لا تجد إلا النـزر اليسير من الاهتمام والالتفات رغم تأثيرها الكبير والمتعاظم إقليميا ودوليا سواء كان ذلك من الزاوية الجيوسياسية أو من ناحية الجانب الاقتصادي الذي أضحى يلعب دورا مفصليا في قضية الأمن الغذائي خاصة في ظل الضائقة العالمية الحالية التي يتوقع لها الخبراء أن تستمر لعشر سنوات قادمة. وفضلا عن أن هذا الأمر يُشعر البعض بهامشية وجودهم ضمن المنظومة الإقليمية الواحدة؛ فإنه يشير إلى فقدان بوصلة القضايا الإستراتيجية لاتجاهها.. وبالطبع لا نقصد أن هذه المنظومة فرضها الواقع الجغرافي والج

مؤامرة أم درمان.. أحلام تكسرت أجنحتها

هل استخدمت الحكومة مدرسة بوتين في دحر الخصوم؟ مؤامرة أم درمان.. أحلام تكسرت أجنحتها د. ياسر محجوب الحسين لقد ظلت ما يسمى بحركة العدل والمساواة تقوم باستمرار بأعمال التخريب والسلب والنهب وقطع الطرق في إقليم دارفور. بل أعلنت بوضوح ودون مداراة أن هدفها الكبير هو الخرطوم رمز الدولة ومركز نشاطها الاقتصادي. لكن هيهات فقد أثبتت الوقائع أنها دنيا من الأحلام بقيت في دواخلهم حتى تكسرت أجنحتها وحطت على أرض مدينة أم درمان الطاهرة فلا هي تقوم ولا هي تنام. وسرعان ما انشق من الفجر مكنون ساطع عن أنباء طرقت سويداء قلوب الحادبين على مصلحة الوطن وفتحت مغاليقها. فقد دُحر الإرهاب في العاشر من مايو بفضل الله ثم بفضل رجال تُسد بهم الثغور وتُتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء. وخرجت جماهير الشعب السوداني بتلقائية في الشوارع أرسالا مبتهجة.. جماعة وراء جماعة. لقد سقط بعض العاقين من أبناء السودان في مستنقع العمالة الآسن فظلت أعناقهم للأعداء خاضعة وخروا على مخططاتهم صما وعميانا. ولاشك أن استعادة أموال العمالة التي خسرتها الحركة في هذه المحاولة الإرهابية أمر ممكن لكن لا يمكنها استعادة سم

سامي الحاج.. زخم إعلامي مطلوب وقصة تحتاج لتسجيل

لفضح الإدعاءات الواهية والنصب السياسي المستشري سامي الحاج.. زخم إعلامي مطلوب وقصة تحتاج لتسجيل د. ياسر محجوب الحسين إذا لم يكن لسامي الحاج مصور قناة الجزيرة عون من الله له في غياهب معتقل غوانتنامو سيئ السمعة لما بقي طودا شامخا ثابتا حتى تسلسل فجره في رداء الليل الأمريكي وابتسامة نهار وطنه وأحبابه بعد أن لبث فيه من عمره النضير سنوات سبع عجاف. فقد ظل سامي يقدم لسجّانيه ألوانا بهيجة من الصبر والمصابرة رغم حديث سنه ورطيب غصنه فكان يبدو بإيمانه أشد منهم قوة وأكثر جمعا. لقد استكبر أولئك في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا فلم يرقبوا في ضحاياهم إلا ولا ذمة. لقد أكد سامي بصموده حقيقة أن لا أحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا. لقد ترك سامي ابنه الوحيد ولم يتجاوز عامه الأول فأصبح فؤاده فارغا لكن الله وحده الذي ربط على قلبه فما لبس في قنوت النوازل يسأل ربه فرجا بعيون دامعة فاضت أنهارا فكأني به يسمع مناديا يناديه قائلا سترجع يوما لوطنك محفود محشود مخدوم يجتمع الناس حولك فلا تكن في

إفريقيا.. تجربة نضالية ضد الهيمنة الاستعمارية جديرة بالإقتداء

نجحت فيما فشل فيه العرب إزاء الدولة العبرية إفريقيا.. تجربة نضالية ضد الهيمنة الاستعمارية جديرة بالإقتداء د. ياسر محجوب الحسين* من الحقائق التاريخية المعروفة أن أول من صنع الآلات هو الإنسان الزنجي (الإفريقي)، والذي أُكتشف عند مضيق الدوفيا في شمال تنجانيقا، وذلك منذ حوالي مليوني سنة. ولذلك لم يكن مستغربا أن يتمكن الأفارقة من إجبار دول العالم على إدانة نظام الفصل العنصري (ابارتهايد) في جنوب إفريقيا ومن ثمّ نهايته في بداية تسعينات القرن المنصرم. بينما فشل العرب والمسلمون حتى اليوم في إزالة النظام العنصري الإسرائيلي أو حتى محاصرته دبلوماسيا بل جعلت تصرفات قادتنا من اليأس قيدا يخنق الأمل فينا. وقبل 3 أسابيع إثر رفض الدول الإفريقية قيام قاعدة عسكرية أمريكية في القارة السمراء جمعت وزارة الدفاع الأمريكية البينتاغون سفراء 43 دولة إفريقية في أحد منتجعات ولاية فرجينيا بغرض تلطيف الأجواء بعد الرفض الإفريقي غير المتوقع لقيام تلك القاعدة التي تقرر نتيجة لذلك أن تكون في ألمانيا وأن تكون مهمتها خليطا من نشاطات

الديمقراطية بين المفاهيم الهُلامية والامبريالية المقيتة

أداة للسيطرة الاستعمارية ومُخدر مُميت الديمقراطية بين المفاهيم الهُلامية والامبريالية المقيتة د. ياسر محجوب كاتب سوداني يقولون إن الفكر أكثر نفاذا من القانون لكن مفهوم الديمقراطية وهو مفهوم هُلامي لم يتمكن من الانحياز لأي واحد من الاثنين وبقي حائرا لا هو فكر ولا هو قانون. وظل إطاره النظري كالحرباء تغير لونها أينما ذهبت، فأصبح يتقلب بين عدة مفاهيم تتغير بتغير الزمان والمكان، لقد نمت الديمقراطية وتطورت أسسها الفكرية والنظرية وآلياتها العملية في أرض معينة وعلى خلفية ظروف تاريخية عاشتها المجتمعات المسيحية الغربية آنذاك. لكن هذه الديمقراطية غدت فيما بعد عُرضة للاستغلال السياسي البشع وأداة استغفال طيعة في يد الدول الكبيرة في مواجهة الدول الضعيفة وأبدت النخب في هذه الدول المستضعفة استعدادا كبيرا للقيام بدور الكومبارس تحقيقا لمصالحها الشخصية الضيقة، فعندما يتحدث أحدهم بـ"فضائلها" تحسب أن الكون كله يعزف نشيدا. ويبدو أن كتابات كل من أفلاطون وأرسطو شكّلت بداية متواضعة لمفهوم الديمقراطية، خاصة أن كِلا الفيلسوفين أكد على ضرورة وجود الحكومة الرشيدة القوية الخاضعة للقانون. فالدولة بالنسبة

الصراع السوداني – التشادي فجوة ثقافية أم تركة استعمارية

دعاة الزنجية وطمس الهوية الإفريقية الصراع السوداني – التشادي فجوة ثقافية أم تركة استعمارية د. ياسر محجوب كاتب صحفي سوداني الحقيقة الماثلة أن الرئيس التشادي إدريس ديبي وصل إلى الحكم في 1990 بدعم من الحكومة السودانية التي كانت في عنفوانها العروبي والإسلامي والمفارقة أن من يدعم ويساند المعارضة ضد ديبي اليوم، العديد من القبائل العربية التي تتوزع بين تشاد والسودان، فيما ارتمى ديبي بالكامل في أحضان فرنسا وكرس لعودتها إلى تشاد في ثوب استعماري جديد. وكنوع من المكايدة السياسية عمد ديبي إلى إطلاق سراح الفرنسيين المتهمين ببيع أطفال دارفور لأسر فرنسية وهي قضية إنسانية شغلت الرأي العام لكنها لم تجد الاهتمام من منظمات حقوق الإنسان المرتبطة بالمنظومة الغربية. ومن المعلوم كذلك أن الرئيسين السابقين لتشاد جوكوني عويدي 1978 وحسين هبري 1982 وصلا إلى السلطة بدعم سوداني وهذا ما يؤكد الارتباط الوثيق بين البلدين وهو ارتباط تاريخي وليس عارضا أو مرتبطا بنظام حكم معين حيث أن آخر ثلاثة رؤساء لتشاد جاءوا في عهد ثلاثة رؤساء ل

في رثاء الزميل الصحفي أسامة أحمد موسى

رسالة إلى أُخي الراحل أسامة.. أي أُخُيّ أسامة عليك تحية الرحمن تترا برحمات غواد رائحـات، إن لك فينا منزلة لا يغادرنا عطرها وجميل ذكرها، اليوم قد خطفتك منا المنايا المتواثبة التي شحذت كل ناب.. فغدوت مطمئنا راضيا مرضيا بأذن الله متدثرا بفراش الموت، فزرفت العيون دمعا شجيا وتعلقت القلوب فجعة بأهداب صمت بهيم. ألا ليت شعري والخطوب كثيرة وأهوال الدنيا عظيمة وبوائق الدهر عاكفة ومصائب الليالي متربصة.. فإن جوهر التوحيد التسليم لله في كل الأمور، ولنعز أنفسنا ونردد قول الشاعر: اصبر لكل مصيبة وتجلد ** وأعلم بأن الدهر غير مخلّد وقول آخر: كل أمريء يصبح في أهله ** والموت أدنى من شراك نعله أخي أسامة إن صدري يضيق ولا ينطلق قلمي، فقد كنت زميلا مؤنسا مسعدا في رحلة صاحبة الجلالة، فرغم وعثاء هذه المهنة ولغوبها الطويل فإن الله ميّزك علينا ففطرك على صفاء نفس ونبل عاطفة فكانت حياتك المهنية مترعة بالمزايا العظام. فكنت في أصعب المواقف كمن يهدي شربة ماء بارد في صحراء قاحلة، أو من يحلبُ كثبة من لبن في يوم ذي مسغبة. لقد كنت شعلة من النشاط والحيوية الدافقة ولمست ذلك في كثير من التغطيات الصحفية التي جمعتنا أبان سنوات

BBC العربية متطفل جديد على "كعكة" الرأي العام العربي

على شاكلة قنوات الإستعمار الجديد.. "الحرة" الأمريكية وفرنسا 24 BBC العربية متطفل جديد على "كعكة" الرأي العام العربي د. ياسر محجوب الحسين* بعد التغيير الكبير والمتصاعد في البيئة الإعلامية على المستوى الدولي من حيث التطورات التقنية ومن حيث مزاج المتلقين عمدت العجوز البريطانية الـ"BBC" التي مر عليها زهاء 75 عاما إلى تطوير أساليبها الماكرة في التأثير على الشعوب الأخرى المغلوبة على أمرها بحيث يضمن لها هذا التأثير استمرار النهج الاستعماري المعروف عنها، هذا النهج الذي بنت عليه بريطانيا والغرب عموما رفاهيته الاقتصادية وحضارته المزعومة. فلم يكن هناك بد من تطوير الاسلوب الكلاسيكي لإذاعة القسم العربي على أقل تقدير من حيث الشكل فخرجت علينا قناة الـ"BBC" العربية في كامل زينتها في محاولة لمضاهات القنوات العربية العملاقة مثل قناة الجزيرة. فالواقع الجديد الذي خلقته الجزيرة في الساحة الإعلامية العربية على الأقل قلب المعادلات الاستعمارية التي سادت ثم بادت فأصبحت نموذجا يحتذى وأسوة حسنة تتبع، حتى أن "الجزيرة" لو دخلت جحر ضب لدخلت القنوات الأخرى من ورائها

رسالة دكتوراة عن قناتي الجزيرة والمنار قدمها الصحفي ياسر محجوب

صورة
رسالة دكتوراة عن قناتي الجزيرة والمنار قدمها الصحفي ياسر محجوب ضرورة دعم الخطاب الإعلامي الرافض لمحاولات إعادة رسم خريطة المنطقة الخرطوم: الصحافة بحثت رسالة علمية في مدى استطاعة القنوات الفضائية العربية في لعب دور رئيسي في بلورة وصياغة رأي عام عربي حول القضايا الرئيسية التي تشغل الوطن العربي. جاء ذلك ضمن رسالة الدكتوراة التي قدمها الزميل الصحفي ياسر محجوب الحسين لجامعة أم درمان الإسلامية. وقررت لجنة الحكم والمناقشة المكونة من الدكتور معتصم بابكر مصطفى العميد الأسبق لكلية الإعلام بالجامعة مشرفا ورئيسا، والبروفيسور مختار عثمان الصديق عميد كلية علوم الاتصال بجامعة السودان ممتحنا خارجيا، والدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم وهو عميد سابق لكلية الإعلام ممتحنا داخليا منح الباحث ياسر درجة الدكتوراة في الإعلام بتقدير ممتاز عن رسالته بعنوان "دور الفضائيات العربية في تشكيل الرأي العام الإقليمي بالتطبيق على قناتي الجزيرة والمنار. وركزت الدراسة على أثر قناتي الجزيرة والمنار الفضائيتين؛ ويرى الباحث أن الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة يبتعد كثيرا عن المناخ السياسي لقطر الدولة الراعية للقناة ويحاول أن ي