المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٠٨
صورة
أمواج ناعمة جوبا.. ومصنع البيرة د. ياسر محجوب الحسين · ذكرنا بالأمس أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر طلب من المجتمع الدولي 95 مليون دولار لمساعدة مليونين ومائتي ألف شخص قال إنهم على حافة المجاعة في كل من جيبوتي والصومال وكينيا وإثيوبيا. وقلنا أن هذا المبلغ الزهيد يمكن أن يخسره بسهولة، أي أوروبي أو أمريكي في ليلة قمار حمراء، أو يبذله ثري عربي بسخاء على اسطبل خيله المنعمة. لكن هذه الدهشة في التلاعب بالمال تراجعت أمام خبر سعي حكومة الجنوب لبناء مصنع بيرة بتكلفة 37 مليون دولار.. نعم ليس مصنعا للأدوية أو مدارس أو مستشفيات، وهذا السعي تعدى مرحلة التخطيط والمراجعة فسكان جوبا (سيستمتعون) بالبيرة في فبراير القادم أي بعد شهرين فقط.. رفعت الأقلام وجفت الصحف. · ديفيد رعد الشريك الرسمي لشركة ساب ملير ثالث أكبر شركة عالمية في إنتاج الخمور قال أن المصنع سينتج 4,8 مليون جالون يومياً.. لاشك أن هذا التفكير (الاستثماري) الفذ لحكومة الجنوب يسكن المنطقة الدقيقة الفاصلة بين حدود العبقرية والسيريالية. · إنه إحساس طاغٍ بخيبات أمل عظيمة أن تتحول جوبا إلى مدينة حمراء ومجنونة تستبد بعشاق الليل.. إ
صورة
أمواج ناعمة آهٍ من قيد يخنق الأمل د. ياسر محجوب الحسين § 95 مليون دولار فقط طلبها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لمساعدة مليونين ومائتي ألف شخص قال إنهم على حافة المجاعة في كل من جيبوتي والصومال وكينيا وإثيوبيا. 95 مليون دولار هي (بضعة ملاليم) يمكن أن يخسرها بسهولة ولا يلقي لها بالا، أي أوروبي أو أمريكي متنطع في ليلة قمار حمراء، أما الأدهى والأمرّ ذات هذه (الملاليم) يمكن يبذلها ثري عربي بسخاء وكرم حاتمي على اسطبل خيله المنعمة. فهناك غير بعيد من القرن الإفريقي المغلوب على أمره من الكنوز والأموال ما إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة أولي القوة. § ذلك الاتحاد – وهو أكبر شبكة إغاثة بالعالم- أكد أن هذه ربما تكون المرة الأولى في التاريخ، وبالتحديد بالقرن الأفريقي، التي نرى فيها أزمة بهذا الحجم!! والسبب الجفاف قاتله الله الذي أكل الأخضر واليابس.. الجفاف الذي تتسبب فيه آلة الصناعة الضخمة في أمريكا وحول العالم تنفث انبعاثاتها الغازية.. دعاة البيئة بحت أصواتهم وجف ريقهم وهم يحذرون المفسدين في الارض.. أمريكا أكبر دولة باعثة لهذه السموم ترفض التوقيع على اتفاقية كيوتو التي تدعو للحد من هذه ا
صورة
أمواج ناعمة في بيت الشيخ.. د. ياسر محجوب الحسين § شيخنا الحكيم، إن صمت عليه الوقار وإن تكلم سمى وعلاه البهاء.. كلامه خرزات عقد يتحدّرن، حلوٌ فصلٌ لا نذرٌ ولا هذرٌ.. فهو كما يعرفه القاصي والداني صاحبُ منطقٍ آسرٍ مقنعٍ ينسابُ في هدوءٍ واحاطة.. ساد نفسه وجمّلها بالفضائل لا بالنسب والقبائل.. فالجّمال ليس بحرير يُزيّننا. § في العيد كان لنا شرف اللقاء به في بيته العامر، فوجدناه يقدم لضيوفه الكُثر ألوانا بهيجة من الترحاب وطيور حديقته من حول السرادق الذي نصب للضيوف تُزقزق كأنها في عرس مستمر.. لم تكن دار نائب رئيس الجمهورية حين دلفنا إليها كما ظننا مثل العرينة فيها ريح لا تقربها بنو الثعالب غابت الأُسد أم حضرت.. بل عبرنا إلى الداخل كما يعبر أيّ منا إلى بيوت الغبش في الشمال أو في الغرب أو في الشرق أو في الخرطوم أو في جوبا. لقد كان سراج الوصل بين شيخ علي وبين ضيوفه الغُبش أزهرا وكلهم ثقة أنهم قصدوا معترف بقدرهم.. ولو لا علمهم ويقينهم بذلك الاعتراف لما حضروا لأنهم قوم أعزاء إن ينأ عنهم كائن من كان تجدهم عنه نائون.. § العبقرية السياسية المستكنة في شيخنا تتألق عظمة وتتفوق اقتدارا.. فقد اتسم مجمل اد

لغتنا.. وحدتنا وتماسكنا

صورة
أمواج ناعمة لغتنا.. وحدتنا وتماسكنا د. ياسر محجوب الحسين من يحارب اللغة العربية في السودان لاشك أنه يحارب وحدته وتماسكة، ويهدف لقطع الصلة بين جنوبه وشماله، بل أن محاربتها فيه تفتيت للجنوب نفسه كوحدة واحدة لأنها هي لغة التواصل الشعبي بين قبائل الجنوب. وهذه ليست مجرد ملاحظة أو أمنية طارئة، فهذا هو السكرتير الإداري البريطاني أصدر منشورا في 25 يناير من العام 1930م قال فيه: "إن من المسلم به أن اللغة العربية أصبحت هي اللغة السائدة في كثير من أجزاء الجنوب، وينبغي بذل كل وسيلة لزحزحتها من مكانتها الحالية التي يعتبرها الجنوبيون لغة رسمية ولغة حضارة يتطاول بعضهم باستعماله". وكلام المستعمر السابق فيه حقيقتان: الأولى انتشار اللغة العربية في الجنوب، والثانية خوف المتسعمر منها باعتبارها وعاءً حضارياً. واللغة رغم أنها في ظاهرها مجرد تنظيم معين من الاشارات، أو نظام من العلامات الصوتية، لكنها تعتبر وسطا للتفكير ومجالا للتعبير عن الأفكار والعواطف والمشاعر. ومن المؤكد أنها ليست مجرد ألفاظا صوتية لأن الببغاء على سبيل المثال يطلق الفاظا في محاكاته للانسان، إلا أن الله سبحانه وتعالى الى جانب هذه ا