المشاركات

صورة
أمواج ناعمة هتلر زمانه وخصومه يلعبون بالسلام العالمي   د. ياسر محجوب الحسين لم يكن من المتوقع بأي حال من الأحوال أن تنزع القمة الملغاة بين واشنطن وبيونغ يانغ فتيل الأزمة بين البلدين النوويين بشكل نهائي وفوري، لكنها كانت من المؤمل أن تجنب العالم ولو لبعض الوقت الكارثة التي قد تنتج عن فعل أرعن من كلا رئيسي البلدين دونالد ترامب وكيم جونغ أون. بيد أن رعونة الرئيس ترامب كانت سباقة وألغى الخميس الماضي القمة التي كان مقرر لها في سنغافورة يوم 12 يونيو القادم.  ترامب أو هتلر العصر أقدم بدم بارد خلال الأشهر القليلة الماضية باتخاذ أخطر ثلاثة قرارات، أي واحد كفيل بتهدد السلام والأمن الدوليين، ورغم المزاعم بوجود أمن وسلام دوليين إلا أن الأمر بالقياس النسبي صحيح إذا ما تخيلنا احتمالية اندلاع حرب عالمية لواحة للبشر لا تبقي ولا تذر. بجرة قلم ورغم أنف القرارات الدولية بشأن فلسطين قرر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة منهيا أي بارقة أمل بإرساء سلام نسبي في فلسطين المحتلة. كذلك وبجرة قلم وصلف وعتجهية ألغى ترامب الاتفاق النووي مع إيران وها هو يلغي اجتماعا مع كوريا الشمالية كانت قد
أمواج ناعمة السودان.. جدل الانسحاب من اليمن   د. ياسر محجوب الحسين ثمة جدل كثيف هذه الأيام في الخرطوم بلغ عنان السماء لغطا واحتداما، حول القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن العبثية. فقد أصبحت تلك المشاركة محاصرة داخليا بعدد من الأسئلة والاستفهامات الملحة . ‎ ففي حين قدّم السودان جنوده ضمن التحالف الذي شكلته السعودية؛ لم تفعل ذلك مصر وباكستان ودول أخرى تربطها بالسعودية علاقات إستراتيجية. وفيما بدا أن مصر تدرك مخاطر المغامرة في اليمن بدا السودان مندفعا دون مبرر. ويبدو أن مصر توخت ألا تلدغ من جحر اليمن مرتين فقد تعلمت من درس قواتها في حرب اليمن في عهد عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي واعتبر المصريون تلك المشاركة "فيتنام مصر". وبسبب كل ذلك ومع تواتر أخبار ارتفاع ضحايا الحرب من الجنود السودانيين أصبحت الضغوط الشعبية تتزايد على الحكومة. وهذا ما أفرز تحركا برلمانيا يطالب بالانسحاب من هذه الحرب. وبعد التطورات والمستجدات الأخيرة ليس أمام الحكومة السودانية إلا التفكير بسرعة في سحب فوري لقواتها من اليمن. فلم تعد المشروعية الدينية والعقدية التي بنت الخرطوم عليها قرار المشا
صورة
اتهم الاعلام باهمال الحوار والاهتمام بالصغائر السجاد يرد على امين الحوار الوطني خالف د. عمار السجاد رئيس لجنة اسناد الحوار ماذهب اليه امين عام الحوار الوطني ووزير المعادن بروفيسور هاشم علي سالم الذي اتهم الاعلام بالاهتمام بالصغائر واهمال الحوار الوطني، مشيرا الى انه كان هناك منبرا إعلاميا بشكل يومي وقاعة خاصة بالصحفيين. وأن ما وجده الحوار من أعلام لم تجده أي قضية سودانية اخرى.  وأكد السجاد ان أضعف حلقة في الحوار هي حكومة الوفاق الوطني. وهاجم بروفيسور سالم، الإعلام السوداني، قائلاً إنه لم يهتم بالحوار الوطني رغم أنه أكبر حوار وطني يحدث في السودان. واعتبر سالم  أن الإعلام لم يعكس ما دار في الغرف المغلقة من حوار وأنفاس ساخنه صدرت من بعض الجهات رغم ما أتيح من حريات إعلامية “لم يكن فيها سقوف”وقال إن الإعلام السوداني اهتم بصغائر الأمور، ولم يلتفت للحوار الذي شهد أكثر من ١٤٠ زيارة مختلفة من البعثات الأجنبية والإعلام.  مضيفاً  أن نقابة الإعلاميين السودانيين لم تزر لجان الحوار سوى مرة واحدة. وأكد أن حكومة الوفاق الوطني مهمتها واحدة تتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ،لافتاً
طلب جوبا عضوية الجامعة العربية.. السياق والخلفيات ياسر محجوب الحسين* لم يكن طلب دولة جنوب السودان الانضمام إلى جامعة الدول العربية أوائل مارس/آذار الحالي -بمساعدة ودعم مصري- الذي جوبه بالرفض؛ هو الأولَ من نوعه، إذ سبق أن أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في يوليو/تموز 2016 أنه يسعى لإقناع الدول العربية بمنح جوبا صفة مراقب خاص، لقطع الطريق على إسرائيل في البلدان الأفريقية. والمدهش أن الحركة الشعبية الحاكمة بجنوب السودان والتي تقدم أوراق طلبها الانضمام للجامعة العربية؛ هي التي بنت مشروعها السياسي -الذي كانت ثمرته الانفصال عن الدولة الأم في يوليو/تموز 2011- على محاربة ما تسميه "المشروع الإسلاموعروبي" في السودان. ليس هذا فحسب، بل أن الحركة الشعبية تزعم أنها تقود الأفارقة ضد هذا المشروع، الذي ترى أنه اتخذ السودان منصة لغزو القارة الأفريقية. واليوم تبدو الحركة الشعبية وكأنما كانت تضحك على شعبها الذي أورثته حربا أهلية لم تبق ولم تذر، وأسقطت من الضحايا -في بضع سنين- ما يفوق ما أسقطته الحرب في السودان الموحد خلال نحو 50 عاما. واستباح قادتها أموال البتر
الوضع العربي.. قمة الظهران وتفاعلات الأزمة السورية ياسر محجوب الحسين* يكفي المرء التأمل بحسرة في تفاعلات الأزمة السورية؛ إذ سرعان ما يصل إلى حقيقة مأساة الوضع العربي الذي لم يعد مأزوما بعجز القادة عن أي فعل إيجابي فحسب، بل بغياب تام عن المسرح إقليميا قبل أن يكون دوليا . فالجامعة العربية أصبحت هيكلا بلا معنى أو مضمون، ولا تُحِسّ منها فعلا أَو تسمع لها ركزًا، وجاءت نتائج قمة الظهران بالسعودية في 15 أبريل/نيسان الحالي لتكرّس حالة العجز العربي منذ نشأتها قبل نحو سبعين عاما. وقد جاء عقد القمة بمدينة الظهران -عوضا عن العاصمة الرياض- خوفا من صواريخ الحوثيين تأكيد لهذا العجز .    ولم تقم القمة بأي فعل معتبر تجاه الضربة العسكرية التي نفذتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا قُبيل يوم من انعقادها. بل إن السعودية التي تستضيف القمة استبقت أعمالها بقولها إنها منحت "دعمها الكامل" للضربات الأميركية. ولذا جاءت القمة كحدث عابر تمخض عن قرارات إنشائية متماهية مع وجهة نظر الدولة المضيفة . وتمثل تخلي القادة العرب عن مسؤولياتهم -عدا عن مباركة السعودية للضربة الأميركية-
أمواج ناعمة الاتفاق النووي.. فرص البقاء والانهيار د. ياسر محجوب الحسين بعد 3 سنوات من سريانه يواجه الاتفاق النووي الايراني في 12 مايو القادم خطر الانهيار. ورغم أنه شمل 7 دول، وهي إيران والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين، إلا أن طرفيه الأساسيين هما طهران وواشنطن. يقول الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وقد أعيته الحيلة، إنه ربما يكون قد فشل في إقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بالإبقاء على الاتفاق مع إيران. ومن جانب آخر يقول مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي، إن "أمريكا إذا أرادت أن تنقض الاتفاق النووي فإنه من غير المعلوم إن كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى ملتزمة بتعهداتها حيال هذا الاتفاق ". وعلى افتراض انسحاب واشنطن من الاتفاق الموقع في الثاني من ابريل 2015 بعد سلسلة مفاوضات شاقة استمرت 12 عاما وحدها مع بقاء إيران وبقية الدول الأخرى، فإنه قد يبقى للاتفاق اعتبار ما، أما إذا ما انسحبت إيران وحدها فإن الاتفاق حتما سيكون في حكم المنتهي ولو تمسكت به الدول الست الأخرى . ولذا فإن تهديدات ولايتي تصب في خانة الضغط على الاط

شعوب تحت وطأة الحروب

أمواج ناعمة شعوب تحت وطأة الحروب  د. ياسر محجوب الحسين بينما تنعم شعوب بالرفاهية والتنمية والاستقرار، وحتى الكلاب والقطط في ضيافتها ترفل في ذلك النعيم، تعيش شعوب أخرى تحت وطأة الحروب. شعوب المنطقة العربية والإسلامية ظلت منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية وقودا لحروب الكبار المتهافتين على خيرات أراضيهم، الحروب تقتل وتدمر وتيتم الأطفال وتشرد الأسر، فضلا عن الذل والهوان والفقر والمرض. اليوم الاكتئاب يظلل هذه الشعوب ولا غرابة أن التأثير النفسي للحروب ربما كان أشد مضاضة من وقع القتل واالدمار، إنها الحرب، تسرق الأحاسيس والمشاعر والفرح، وتغتال الأحلام والآمال والأمنيات. عقب الحرب العالمية الثانية، نشبت الحرب الباردة بين الكبار وكان التصدي للشيوعية من جانب الإمبريالية هو المحرك للمزيد من أعمال التدمير والقتل الجماعي والإرهاب، وحتى بعد سقوط جدار برلين الذي كان بداية انهيار الشيوعية ممثلة في الاتحاد السوفييتي، إلا أن صراع الكبار استمر إلى اليوم وبذات الدوافع، وهي التنافس على الموارد الاستراتيجية التي تزخر بها أراضي الشعوب المنكوبة بهذا الصراع. اليوم الشعب السوري يمثل نموذجا صارخا للش
أمواج ناعمة الإرهاب..التباس الأيدولوجيا  د. ياسر محجوب الحسين في ظل تصاعد موجة الإرهاب أصبح الإعلام نهبا لمحاولات الجماعات الإرهابية لتطويعه واستغلال إمكاناته التكنولوجية تحقيقا لأهدافها السياسية غير المشروعة عبر التباس الأيدولوجيا.. والالتباس غُمُوضٌ وإِشْكَالٌ وعَدَم وضوح، بيد أن الجماعات الإرهابية تقصد الالتباس في ذاته وتفتعله، مثل التكييف الايديولوجي للنصوص القرآنية، حيث يتغاضى قادة ومنظرو الجماعات الإرهابية عن مناسبات الآيات، في مقابل قصد التعميم المخل. ووظفت نصوص القتال في القرآن توظيفا يخضع لما تودّ هذه الحركات تقريره، وليس لما يقوله أصحاب الاختصاص من فقهاء التفسير. وينغمس تفكير هذه الجماعات المنحرفة في الماضي أكثر من العيش في الحاضر والتخطيط للمستقبل، كما تحتفي بالموت أكثر مما تحتفي بالحياة. وفي تناقض بيّن، تتكلم باسم المجتمع المسلم وفي ذات الوقت تشكّك في أهلية هذا المجتمع، فالمجتمع عندها جاهل ولا يمكن أن يكون شريكا في ممارسة السلطة ولا حتى ممارسة الشورى بمفهومها الأصولي. ولعل الإشكالية الماثلة تتمثل في العلاقة بين الإعلام والإرهاب والعنف المتدثر بالطقوس الدين
صورة
أمواج ناعمة هل "تسرق" تريزا حليب البريطانيين؟ د. ياسر محجوب الحسين هل تكرر تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة عهد مارغريت تاتشر المرأة الحديدية؟.. أوجه شبه كثيرة تجمع بين تريزا وتاتشر أول رئيسة وزراء امرأة في تاريخ بريطانيا وواحدة من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ الامبراطورية العجوز وكانت مدة حكمها هى الأطول1979-1990. وكليهما من حزب المحافظين. داخليا قادت تاتشر في 1984 و1985 حربا بلا هوادة ضد النقابات البريطانية التي نظمت مظاهرات شعبية للتنديد بسياستها الليبرالية، لكن رغم التعبئة الكبيرة إلا أن تاتشر انتصرت في مواجهتها مع العمال وذلك بفضل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها حكومتها لإنهاء الإضراب. وأطلق عليها لقب "سارقة الحليب" لأنها منعت الحليب المجاني عن طلاب المدارس ضمن سياسة تقشف اتخذتها. خارجيا دخلت تاتشر في حرب طويلة ومكلفة ضد الأرجنتين من اجل استرجاع جزر الفوكلاند التي استعادتها الأرجنتين. وبعد جهد حربي كبير، ربحت المرأة الحديدية الحرب، مما رفع رصيدها السياسي وأعيد انتخابها للمرة الثانية رئيسة للحكومة البريطانية في 1983. وقالت تريزا عقب