المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٠٨

إفريقيا.. تجربة نضالية ضد الهيمنة الاستعمارية جديرة بالإقتداء

نجحت فيما فشل فيه العرب إزاء الدولة العبرية إفريقيا.. تجربة نضالية ضد الهيمنة الاستعمارية جديرة بالإقتداء د. ياسر محجوب الحسين* من الحقائق التاريخية المعروفة أن أول من صنع الآلات هو الإنسان الزنجي (الإفريقي)، والذي أُكتشف عند مضيق الدوفيا في شمال تنجانيقا، وذلك منذ حوالي مليوني سنة. ولذلك لم يكن مستغربا أن يتمكن الأفارقة من إجبار دول العالم على إدانة نظام الفصل العنصري (ابارتهايد) في جنوب إفريقيا ومن ثمّ نهايته في بداية تسعينات القرن المنصرم. بينما فشل العرب والمسلمون حتى اليوم في إزالة النظام العنصري الإسرائيلي أو حتى محاصرته دبلوماسيا بل جعلت تصرفات قادتنا من اليأس قيدا يخنق الأمل فينا. وقبل 3 أسابيع إثر رفض الدول الإفريقية قيام قاعدة عسكرية أمريكية في القارة السمراء جمعت وزارة الدفاع الأمريكية البينتاغون سفراء 43 دولة إفريقية في أحد منتجعات ولاية فرجينيا بغرض تلطيف الأجواء بعد الرفض الإفريقي غير المتوقع لقيام تلك القاعدة التي تقرر نتيجة لذلك أن تكون في ألمانيا وأن تكون مهمتها خليطا من نشاطات

الديمقراطية بين المفاهيم الهُلامية والامبريالية المقيتة

أداة للسيطرة الاستعمارية ومُخدر مُميت الديمقراطية بين المفاهيم الهُلامية والامبريالية المقيتة د. ياسر محجوب كاتب سوداني يقولون إن الفكر أكثر نفاذا من القانون لكن مفهوم الديمقراطية وهو مفهوم هُلامي لم يتمكن من الانحياز لأي واحد من الاثنين وبقي حائرا لا هو فكر ولا هو قانون. وظل إطاره النظري كالحرباء تغير لونها أينما ذهبت، فأصبح يتقلب بين عدة مفاهيم تتغير بتغير الزمان والمكان، لقد نمت الديمقراطية وتطورت أسسها الفكرية والنظرية وآلياتها العملية في أرض معينة وعلى خلفية ظروف تاريخية عاشتها المجتمعات المسيحية الغربية آنذاك. لكن هذه الديمقراطية غدت فيما بعد عُرضة للاستغلال السياسي البشع وأداة استغفال طيعة في يد الدول الكبيرة في مواجهة الدول الضعيفة وأبدت النخب في هذه الدول المستضعفة استعدادا كبيرا للقيام بدور الكومبارس تحقيقا لمصالحها الشخصية الضيقة، فعندما يتحدث أحدهم بـ"فضائلها" تحسب أن الكون كله يعزف نشيدا. ويبدو أن كتابات كل من أفلاطون وأرسطو شكّلت بداية متواضعة لمفهوم الديمقراطية، خاصة أن كِلا الفيلسوفين أكد على ضرورة وجود الحكومة الرشيدة القوية الخاضعة للقانون. فالدولة بالنسبة

الصراع السوداني – التشادي فجوة ثقافية أم تركة استعمارية

دعاة الزنجية وطمس الهوية الإفريقية الصراع السوداني – التشادي فجوة ثقافية أم تركة استعمارية د. ياسر محجوب كاتب صحفي سوداني الحقيقة الماثلة أن الرئيس التشادي إدريس ديبي وصل إلى الحكم في 1990 بدعم من الحكومة السودانية التي كانت في عنفوانها العروبي والإسلامي والمفارقة أن من يدعم ويساند المعارضة ضد ديبي اليوم، العديد من القبائل العربية التي تتوزع بين تشاد والسودان، فيما ارتمى ديبي بالكامل في أحضان فرنسا وكرس لعودتها إلى تشاد في ثوب استعماري جديد. وكنوع من المكايدة السياسية عمد ديبي إلى إطلاق سراح الفرنسيين المتهمين ببيع أطفال دارفور لأسر فرنسية وهي قضية إنسانية شغلت الرأي العام لكنها لم تجد الاهتمام من منظمات حقوق الإنسان المرتبطة بالمنظومة الغربية. ومن المعلوم كذلك أن الرئيسين السابقين لتشاد جوكوني عويدي 1978 وحسين هبري 1982 وصلا إلى السلطة بدعم سوداني وهذا ما يؤكد الارتباط الوثيق بين البلدين وهو ارتباط تاريخي وليس عارضا أو مرتبطا بنظام حكم معين حيث أن آخر ثلاثة رؤساء لتشاد جاءوا في عهد ثلاثة رؤساء ل

في رثاء الزميل الصحفي أسامة أحمد موسى

رسالة إلى أُخي الراحل أسامة.. أي أُخُيّ أسامة عليك تحية الرحمن تترا برحمات غواد رائحـات، إن لك فينا منزلة لا يغادرنا عطرها وجميل ذكرها، اليوم قد خطفتك منا المنايا المتواثبة التي شحذت كل ناب.. فغدوت مطمئنا راضيا مرضيا بأذن الله متدثرا بفراش الموت، فزرفت العيون دمعا شجيا وتعلقت القلوب فجعة بأهداب صمت بهيم. ألا ليت شعري والخطوب كثيرة وأهوال الدنيا عظيمة وبوائق الدهر عاكفة ومصائب الليالي متربصة.. فإن جوهر التوحيد التسليم لله في كل الأمور، ولنعز أنفسنا ونردد قول الشاعر: اصبر لكل مصيبة وتجلد ** وأعلم بأن الدهر غير مخلّد وقول آخر: كل أمريء يصبح في أهله ** والموت أدنى من شراك نعله أخي أسامة إن صدري يضيق ولا ينطلق قلمي، فقد كنت زميلا مؤنسا مسعدا في رحلة صاحبة الجلالة، فرغم وعثاء هذه المهنة ولغوبها الطويل فإن الله ميّزك علينا ففطرك على صفاء نفس ونبل عاطفة فكانت حياتك المهنية مترعة بالمزايا العظام. فكنت في أصعب المواقف كمن يهدي شربة ماء بارد في صحراء قاحلة، أو من يحلبُ كثبة من لبن في يوم ذي مسغبة. لقد كنت شعلة من النشاط والحيوية الدافقة ولمست ذلك في كثير من التغطيات الصحفية التي جمعتنا أبان سنوات