أمواج ناعمة
العبيد مروح.. (عينو قوية)
د. ياسر محجوب الحسين
المثل السوداني عميق الدلالة (المفارق عينو قوية) طبقه الأخ
الزميل أو إن شاء سعادة السفير العبيد أحمد مروح الأمين العام (المكلف) للمجلس
القومي للصحافة والمطبوعات وقد أصبح مكلفا بعد تعينه سفيرا وناطقا رسميا باسم
وزارة الخارجية.. والمفارق المعني في المثل هو الذى سيترك من عاشرهم ونوى السفر فهو يتكلم بجرأة دون أن يخشى رد الفعل
لأنه مسافر وقد يكون سفرا دون رجعة.. العبيد بعد أن يمم وجهه شطر الدبلوماسية أصبح
كالمسافر فهو لا محالة تارك المجلس ورهق الصحافة إلى فضاءات الدبلوماسية المخملية..
العبيد أراد أن يختتم عهده بالمجلس بجرأة كبيرة فأصدر قرارات (تعسفية) ضد (6)
رياضية جملة واحدة بتعليق صدورها وربما تشريد أكثر من (500) صحفي وفني والعهدة على
رئيس الاتحاد العام للصحفيين د. محي الدين تيتاوي.. العبيد لم يكتف بهذه الجرأة بل
صرح بما يشبه التهديد بأن الايقاف سيطال صحفا سياسية واجتماعية!!.. العبيد وهو رجل
خلوق لا تملك إلا احترامه، برر قراراته (الدكتاتورية) بوجود اختلالات ادارية في
تلك الصحف، أعتقد أن الموازنة بين تشريد الصحفيين فوق تشريدهم وبين الاختلالات
الادارية ليست في صالح قرارات العبيد.. غريمه الدكتور تيتاوي رد بمدفعية ثقيلة وأعتبر
القرار (حكما قبل المداولة)، وقال تيتاوي إن القرار كان مفاجئا له رغم أنه عضو
بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات؟!.. موضحا أنه كان من الأسلم توجيه إنذارات
لهذه الصحف بتوفيق أوضاعها والتدرج في اتخاذ القرار، وقال تيتاوي أن القرار لم يمر
بمؤسسات المجلس المختصة إذ كان من المفترض عرضه على لجنة الصحافة بالمجلس ولذلك اعتبره
قرارا متعجلا لم يستوف الكثير من الخطوات الضرورية.
نذكر أن تيتاوي سبق
وأن وجه مدفعيته إلى العبيد عندما طالب برد السجل الصحفي للمجلس وسحبه من
الاتحاد.. تيتاوي اعتبر تصريحات العبيد حينذاك رأيا شخصيا مؤكداً أن السجل
بالقانون يتبع للإتحاد عبر الأزمان وأنه تحول للمجس لظروف خاصة وعاد لمكانه
الطبيعي باتحاد الصحفيين بمذكرة من مجلس الصحافة للمجلس الوطني بموجب قانون الصحافة
والمطبوعات وقال تيتاوي وقد بلغ به الغضب مبلغا كبيرا أن الاتحاد كجهة مهنية هي
الأحق والأجدر بالسجل وبوضع المعايير التي بموجبها يتم تسجيل الصحفيين وأن الاتحاد
بما يضم من كفاءات أكاديمية ومهنية قادر على وضع وضبط وتطبيق هذه المعايير.
نحن قطعا نقف في صف الاتحاد ونعضد رفضه القاطع وبشده لقرارات
ايقاف تلك الصحف ليس لأننا أعضاء في المكتب التفيذي للاتحاد ولكن لأنها بصدق مجحفة
وغير واقعية أو منطقية.. نقطة جوهرية عبر عنها الاتحاد في بيان الرفض وهي أنه من حيث
المبدأ تُرفض العقوبات المتمثلة في الإيقاف وتعليق الصدور لأنها ليست الحل الأمثل لمعالجة
بعض التفلتات في الصحافة الرياضية.. ونرى أن الاتحاد كان موضوعيا حين أدان نهج بعض
الصحف والتأثير السلبي لذلك النهج غير المنضبط على السلم الإجتماعي.
عموما نهدي للزميل المحبوب العبيد مقطعا معبرا من قصيدة
(نحنا راجعين في المغيرب) للشاعر الصحافي، والإعلامي سليمان عبد الجليل ـ رحمه الله
والتي غناه المطرب حمد الريح.. شاعرنا الرقيق قال قصيدته عندما أزمع الأحبة بالرحيل، وتركوا ورائهم
أرض الجزائر والمراكب، وسيل الذكريات، ولما استيئس من وقف نزيف الرحيل والمفارقة لم
يجد بداً من قول (الوصية) محذراً من قوة عين المفارق:
لا سلام منك ومــا منك تحية
للوراك.. خليتوا عايش في الأسية
ما حرام يا الفنجري ما تسيب وصية
كنت زي طيرا غريب سافر عشية
مـا قبيل وصوني يا حليل الوصية
كنت مكـضب كنت ناسي
دابو صدقت المفارق عينوا قوية
تعليقات