أمواج ناعمة

القومية.. والحالة السودانية

د. ياسر محجوب الحسين

هل هناك قومية سودانية؟ وهل إذا ما أردنا توصيف الحالة السودانية من الناحية الجيوساسية أو الانثربلوجية، سنجد أنفسنا مضطرين لاستصحاب مصطلح القومية؟.. لاشك أنها أسئلة كبيرة تحتاج ربما لمجلدات ومؤتمرات لمناقشتها.. لكن الثابت أن أي دولة ما ليست هي غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لتحقيق حياة كريمة لمواطنيها.. حياة قائمة على العدل والشورى والقيم الفاضلة.
والقومية وفقا لعلماء السياسة مصطلح حديث العهد ولم يصبح حركة شعبية في أوروبا الغربية إلا في غضون نهاية القرن الثامن عشر أبان الثورة الفرنسية. وتعني القومية في الوقت الحاضر حب الأرض المشترك أو اللغة المشتركة أو أنها تعني رغبة في الاستقلال السياسي للأمة وسلامتها وهيبتها. أو أنها لم تكن غير إخلاص مبهم لكائن اجتماعي فوق الطبيعة.
لكن يجب الحذر من مفهوم القومية لدى البعض؛ حيث تكرس مفهوم العنصرية والجهوية. يقول الكاتب أبو خلدون ساطع الحصري: إن الفرنسيين أصبحوا يطلقون اسم "ناسيوناليزم" و"ناسيوناليست" على بعض المذاهب والأحزاب السياسية المعروفة بالـ"يمينية" وبـ"الوطنية المتطرفة". ويجوز لنا – والحديث للحصري – أن نترجم كلمة "الناسيوناليزم" بكلمة "الوطنية" ولكنه لا يجوز لنا أن نترجمها بكلمة "القومية" لكونها "ضد القومية" بصورة صريحة.
شخصيا أجد نفسي أقرب لرأي المرحوم البروفيسور أحمد محمد كاني الذي يعتقد أن القومية فكرة نشأت في أحضان الفكر الغربي الذي لا يفسّر التقدم الإنساني إلا من خلال العنصر واللون. وربما نتفق مع من يقول بأن تقليـل القوميين من شأن الدين هو منشأ كل كثير من المصاعب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة