أمواج ناعمة
خيبة آل البوربون في جوبا
د. ياسر محجوب الحسين
أكبر خيبة وعار يمكن أن يصيب آل البوربون والحركة الشعبية في جوبا تلقيهم لدعم اجنبى تحت الطاولة قدره (18) مليون دولار بالتمام والكمال من جهات اجنبية.. الدعم أو الرشوة المقدم سقوط أخلاقي ينسف الدعاوى الزائفة التي يتشدق بها المؤتمرون في جوبا وهي ما أسموه بالقضايا المصيرية ومسألة (التحول) الديمقراطي.. الدعم قيل لتغطية تكاليف المؤتمر وفي الواقع هو رشوة تذهب لجيوب كبار الساسة لنسف الاستقرار وتقديم الأجندة الخارجية على القاضيا المصيرية والوطنية.
سألني زميل صحفي معلوم خبثه كيف سيقسم آل بربون هذه الملايين الـ(18)؟ لكنه سرعان ما أجاب على سؤواله بأن هناك خبرة كبيرة لدى متنفذي الحركة الشعبية في (لهف) الدولارات ووضعها في غيابة جب الجوار مثل كينيا ويوغندا أما البقية الباقية فسيكفيها الفتات..
آل بوربون، عائلة ملكية أوروبية، وظل ملوك هذه العائلة يحكمون في أوروبا منذ العام 1555م.. والاحزاب المجتمعة في جوبا، التعيس منها وخائب الرجاء مثل آل بوربون لا يتعلمون شيئا. وهذه العبارة قيلت عن أسرة البوربون.. وصف أحزاب الشتات في جوبا بآل بوربون من د. كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الإعلام في مؤتمره الصحفي بالأمس كان وصفا في محله أي وافق شنٌ طبقه.
باقان أموم وياسر عرمان اللذان يسعيان في نشوة بين ردهات المؤتمر لآبد أنهما أكثر المستفيدين من هذا المؤتمر الضرار ليس ماديا فحسب فتلك معلومة مفهومة ولكن أيضا معنويا فهل كان يحلم أدحهما أو كليهما أن (يتحكرا) في منصة قاعة اجتماعات مكاتب الحركة بالخرطوم قبيل المغادرة إلى جوبا وعلى يمينهما الشيخ حسن الترابي وعلى يسارهما الامام الصادق المهدي يستمعان وينصتان كرها وطوعا إلى محاضراتهما السياسية!! لابد أن الشيخ والامام لم يسمعا بعرمان الذي أراد تقديم وصفة تآمرية لتدمير أعز ما نملك قيمنا وأخلاقنا عندما دعا من تحت قبة البرلمان إلى إعادة النظر في حد الزنا ولابد أن في باله أن يرتقي مرتقا آخر ويدعو لحقوق الشاذين جنسيا!!..
ألم يسمع الشيخ والامام بأن باقان أموم أمتن على سكان السودان في الشمال قائلا: أنهم سيدخلون جنوب السودان حال الانفصال بجنسياتهم فقط.. ولا حاجة للجوازات؟!! لابد أنهما اكتفيا بشكره على هذه الاريحية الزائدة!..
حقا آل بربون لايتعلمون شيئا.. الصادق المهدي يحلم ويرى أن مؤتمر جوبا نواة لحقبة ما بعد الانقاذ!! زعيم المؤتمر الشعبي يدعو صراحة إلى تأجيل الانتخابات بينما يدعوه الحزب الشيوعي إلى الاعتذار وهذا هو الحزب الذي ارتضى الجلوس معه في طاولة التآمر ليس على المؤتمر الوطني فحسب وإنما على السودان الوطن الواحد ؟!..
كل الأنباء تشير إلى أن مسرحية مؤتمر جوبا يسيطر عليها الجدل وإذا أراد الله بقوم سوءاً أعطاهم الجدل ومنعهم العمل.. ليس هذا فحسب لأنه لم يكن جدالا حضاريا بل سوقياً وغير مقنع ويعلم القاصي والداني أن الجدال هو أبعد مسافة بين وجهتين نظر.. وليس من الضروري أن يفهم آل بربون فيما يتناقشون فيه، فالجدال مثل الطرق الفرعية... لا تعرف أبدا إلى أين ستوصلك.
تعليقات