أمواج ناعمة

الحرب على الفضيلة

د. ياسر محجوب الحسين

فيما ينشط أعداء مجتمع الفضيلة تتصاعد الجرائم المفجعة والغريبة.. جرائم مدوية أخذت تترا تسير بأخبارها الرياح ويرتفع لأجلها الصياح.. نعم بياض القلوب أمسى في لون السواد والدموع تحجرت في المآقي، والمكلومون يتوشّحون سواد الليل حدادا.. ضوء أحمر ومناشدة أطلقهما الفريق شرطة علي فرح العوض، مؤكدا إن نسبة حوادث القتل العمد في ولاية الخرطوم شهدت ارتفاعا في الآونة الأخيرة، وناشد العوض الخبير الشرطي كافة منظمات المجتمع المدني لمساعدة الشرطة للإسهام في اكتمال دائرة مكافحة الجريمة بين الشرطة والمواطنين.. ذلك الأبن العاق انتزع من قلبه كل خالجة تشير إلى إنسانيته أو آدميته وسدد عشرات الطعنات القاتلة لأبيه.. يا لهول المصيبة أي فاجعة تلك وأي زمان هذا؟!.
الحرب على الفضيلة يتولى كبرها ياسر عرمان الكادر الشيوعي المتدثر بالحركة الشعبية.. تارة بالمطالبة بإلغاء عقوبة الزنا وهي حد من حدود الله معلوم بالضرورة، وتارة يهاجم رجال شرطة النظام العام ويرميهم بما ليس فيهم ويصبح الحال كحال المثل المشهور رمتني بدائها وأنسلت.. إن أحمق الحمق الفجور.. هل من أجندة الحركة الشعبية الدعوة للتفكك الأسري وانتشار الجرائم الأخلاقية؟ أم هذا هو السودان الجديد الذي تبشرنا به؟ أم أن للكادر عرمان أجندة أخرى معلومة وأخرى خاصة جداً؟!.
الغرب الذي تفوح منه روائح التفسخ والانحلال والجرائم ما ظهر منها وما بطن أقام الدنيا ولم يقعدها في قضية (البنطلون) سيئة الذكر، حتى ذلك الرئيس المشهور جدا بغير فضائل الأعمال بالطبع دعا صاحبة (البنطلون) للإقامة في بلده التي تشهد موجات عنصرية عارمة ضد الملونين وضد الحجاب والعفة!!.
ومن عجيب الأخبار أن احصائية دولية زعمت أخشى ألا يكون زعما صحيحا أن السودانيات الأكثر تدخيناً بين شعوب المنطقة العربية!!.. ذلك على ذمة التقرير السنوي لعام 2008 الصادر عن المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية.. إن العابثين بامن المجتمع وتماسكه وأخلاقه لابد وأن يجدوا كل الحسم والعقاب.. إنه المنكر الذي أُمرنا بتغييره، عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، وفي رواية: "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".. فهل نحن فاعلون؟.
14/08/2009

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة