أمواج ناعمة
دارفور.. أوراق الخريف تتساقط
د. ياسر محجوب الحسين
مثل أوراق الخريف تتساقط المزاعم حول دارفور.. ورويدا رويدا تظهر الحقيقة مثل فلق الصبح.. ماذا وراء إقرار المبعوث الأمريكي اسكوت غرايشون بتحسن الأوضاع الأمنية والانسانية في دارفور؟ الرجل الذي تحدث من الفاشر مباشرة سبق وأن تعرض إلى حملة شعواء في الكونجرس حين نفى بشكل قاطع وحاسم وجود ابادة جماعية في دارفور!! حينها ظن الظانون وهلل المتربصون بأن نهاية الرجل قد أزفت وأنه سيأخذ مكانه بين أرفف النسيان.. نعود للسؤال المطروح ونقول أن ثقة غرايشون وثباته على قناعاته تعود إلى اقتناعه بأن يد التدليس لا يمكن أن تغطي قرص شمس الحقائق في دارفور، وربما يعود ذلك أيضا إلى أن ضوءً أخضرا قد وجده من الرئيس أوباما وهو الذي اختاره بعناية وجعله مبعوثا خاصا له.
رئيس البعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بدارفور "اليوناميد" رودلف أدادا لم يجد الدعم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فدفع دفعا للإستقالة مؤكدا أن ضغوطا كبيرة مورست عليه من لدن جهات نافذة بالأمم المتحدة.. أدادا أغضب أصحاب الاجندات في مجلس الأمن منذ أبريل الماضي حين قدم تنويراً لمجلس الأمن عن الأوضاع بالإقليم أعلن فيه عن انتهاء الحرب.. ذنب أدادا أنه عرّى التقارير الغربية حول الأواضاع في دارفور كاشفا أنها لم تكن تطابق الواقع الحقيقي بل تتماشى فقط مع الصورة التي رسمها الإعلام الغربي.
المدعو كي مون وهو موظف أممي فاشل وغير نزيه لم يستطع الفكاك من قبضة صقور مجلس الأمن فقام بتقديم تقرير مختلف ومغاير تماما للتقرير الذي قدمه أدادا الذي أعلن فيه تحسن الأوضاع.. وكان كي مون قد أوعز لزبانيته بتوبيخ أدادا والضغط عليه حتى غادر منصبه وهو مرتاح الضمير راض عن ما قدمه.. بعد اليوم لابد وأن ترفض الحكومة تعيين أي موظف أو مبعوث أممي دون التشاور معها والتأكد من موافقتها فهذا أمر سيادي تمارسه الحكومة وليس لها أن تتخلى عنه.. المؤامرة مكشوفة كي مون ومن يقفون من خلفه يريدون موظفا يتسلم مسودة تقاريره منهم أولا ثم يقدمها بالأصالة عن نفسه.
تعليقات