أمواج ناعمة
العلمانية.. شطحات وهوس
د. ياسر محجوب الحسين
حتى لا تكون صورة السيدة مريم العذراء حجة للمسلمين في ارتداء الحجاب.. غلاة العلمانيين في ايطاليا برزوا مؤخرا عبر تيار ثقافي جديد يطالب بتعديل اللوحات التي تُظهر السيدة مريم العذراء وهي تضع الحجاب على رأسها!! بل طالبوا بنشر لوحات بديلة لها وهي سافرة بدون الحجاب!.. السيدة العذراء هي أقدس امرأة عرفها التاريخ، كما أنها واحدة من أربعة نساء هن الأكمل في بني الإنسان كما ورد في القرءان الكريم وفي أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم النبوية.
القصة من أساسها محاولة للوقوف ضد تيار انتشار الحجاب بين المسلمين في ايطاليا.. وزاد غضب العلمانيين المتطرفين عندما تعجب وزير الداخلية الإيطالي قائلا: "أنه لا يمكنه معارضة ارتداء المرأة المسلمة في بلاده للحجاب، وذلك لسبب واضح وبسيط وهو أن السيدة مريم العذراء والدة نبينا عيسى عليه السلام كانت تضع الحجاب على رأسها أيضا".
سمعنا كثيرا عن مهاجمة العلمانيين من المسلمين لما أسموه الإسلام السياسي ووقوفهم ضد استخدام الاسلام في السياسة!! بل وصموا دعاة تنـزيل المثُل الاسلامية في الحياة السياسية بأنهم تجار دين.. اليوم علمانبو أوروبا يريدون تفصيل الدين المسيحي على المقاس الثقافي كراهية في الحجاب.
نعجب كثيرا من الخلط الغربي بين المفهوم فصل الدين عن الدولة وبين وجود تلك دولة الفاتيكان في ايطاليا وجه العجب الجمع بين القداسة الدينية وبين حكم مدني كامل الدسم يفترض أنه علماني.. فالفاتيكان هي أصغر دولة في العالم مساحتها لا تتعدى 0.44 كم مربع في قلب العاصمة الإيطالية روما. وقد كانت جزءً من الدولة الإيطالية حتى العام 1929م، ووفقا للنظام السياسي في الفاتيكان فإن البابا هو رأس الدولة يتم انتخابه من قبل مجلس الكرادلة لمدى الحياة وهو أمر يتعارض مع مبدأ تداول السلطة.. ونظام الحكم في الدولة قائم على ممارسات ديكتاتورية تتقاطع مع مبادئ الديمقراطية الغربية. فالبابا يتمتع بسلطات مطلقة تشتمل على كل حزم السلطات التنفيذية، والتشريعية والقضائية.
تعليقات