أمواج ناعمة

السودان وليبيا.. مسائل ملحة

د. ياسر محجوب الحسين

إن الذي يجمع بين السودان وليبيا ليس ذلك الكلام العاطفي عن وحدة المصير والعروبة والإسلام، إن ما يجمع بل يربط القطرين ببعضهما البعض ظروف جيوسياسية وتعقيدات إقليمية ماثلة.. السودان الذي تتربص بوحدته وتماسكة مشاكل مزمنة تكاد تأكل أطرافه قد اتخذ نهجا دبلوماسيا عقلانيا لمعالجة خلافاته مع جيرانه وهو نهج لم يحد عنه رغم التحرشات التي وصلت حد الاستفزازات العسكرية.. دارفور الإقليم المجاور لليبيا ذائع الصيت أصبح مسرحا للأحابيل الدولية والإقليمية.
كذلك لابد أن ليبيا متنبهة لأحابيل مماثلة تؤز أطرافها الجنوبية أزا.. في الصحراء حيث يعيش أكثر من مليون نسمة من قبائل التبو على مساحة تفوق مساحة فرنسا، كامتداد طبيعي لمثيلاتها في تشاد والسودان ومالي والجزائر، تشير المعلومات إلى أن مشكلة جديدة تتبلور في طريقها للتدويل، حالها في ذلك حال دارفور.. أيادٍ كثيرة تمتد إليها، لا حبا ولا عطفا وإنما لأسبابها التي باتت معروفة للقاصي والداني.
فضلا عن ذلك كله اليد الإسرائيلية العابثة في المنطقة.. لن نضيف شيئا إن قلنا أن إسرائيل تستهدف من تواجدها من خلال تشاد كل من السودان وليبيا بقدر واحد.. هذه المعطيات المؤلمة تؤكد حتمية تعاون البلدين للدفاع عن أمنهما ومصالحهما.. ما يشجع للكتابة في هذا الاتجاه الحرص الكبير الذي تبديه ليبيا على حضور السودان ممثلا في رئيسه لكل الفعاليات التي تستضيفها طرابلس.. من مصلحة البلدين أن تُستغل اللقاءات الثنائية خاصة على مستوى رئيسي البلدين في قتل هذه الملفات الملحة بحثا.. ليست هناك منافسة أو نزاع على مغانم بل هناك قضايا مصيرية واستراتيجية مشتركة.
19/08/2009

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة