أمواج ناعمة

نفاق السياسة

د. ياسرمحجوب الحسين

البعض يعتقد يقينا أنه لا فرق بين السياسة والنفاق؛ فالاثنين وجهان لعملة واحدة، بل أن النفاق مرتكز أساسي تقوم عليه السياسة.. ثقافة النفاق السياسي تنتشر في المجتمعات التي تدعي الحضارة والتمدن على الرغم من مستوى التعليم في تلك المجتمعات بيد أن التعليم ليس بالضرورة أن يقود إلى ثقافة حضارية.. عموما فإن النظام السياسي مسؤول عن الثقافة السائدة في المجتمع، فهو على الأقل الذي يدير العملية التعليمية والثقافية الرسمية في مجتمع من المجتمعات.
ما يسمى بالنظام الدولي أو المجتمع الدولي يسعى جاهدا لحشد العالم وراء سياساته، لا يهمه أن كان تأييده بالاقتناع أو بالرياء والخوف، فهو المسؤول عن ثقافة الكذب السائدة في المجتمع.. وصفة دولي صفة مجازية لأن النظام الدولي المشار إليه ليس إلا المجتمع الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يعتمد سياسة استعلائية ضد بقية دول العالم ويعادي الثقافة الإسلامية وينظر إليها باعتبارها خطرا أخضر.
النفاق السياسي المستشري في النظام السياسي الأمريكي عبرت عنه باشمئزاز منظمة إنسانية خاصة بمراقبة الأخلاقيات الطبية وأسمها "أطباء من أجل حقوق الإنسان".. المنظمة أكدت أن الأطباء والمتخصصين فى علم النفس الذين عملوا مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى. آى. إيه)، شاركوا فى كل مرحلة من مراحل التطوير والتنفيذ والتبرير القانونى لما يسمى برنامج الـ "سى. آى إيه" السري للتعذيب.
في صورة أخرى للنفاق السياسي الغربي وصف تحالف من أكثر من 800 منظمة مناهضة للأسلحة النووية موقف حكومة باريس من هدف تحرير العالم من الأسلحة النووية، بأنه غامض ومنافق. فمن ناحية تؤكد السياسة الرسمية الفرنسية علي ضرورة خفض هذه الأسلحة وحظر التجارب النووية، لكنها من ناحية أخري لا تظهر أي إلتزام بنزع السلاح النووي نهائيا في العالم.
مظاهر النفاق السياسي كثيرة لا يمكن احصائها آخرها ما يسمى بمنظمة "انقذوا دارفور" التي عمدة إلى تضخيم قضية دارفور إعلاميا لأهداف لا علاقة لها بالجوانب الانسانية البتة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة