أمواج ناعمة
المتقاعس.. ومستنقع الشقاء
د. ياسر محجوب الحسين
لاشك أن المتقاعس عن أداء عملة موعود بالسقوط في مستنقع الشقاء.. مهما كان مجده وماله إنه لا يعرف طعم السعادة عند الفراغ بنجاح من تأدية المهام.. المتقاعس عن العمل خطر على المجموعة وعنصر فاسد ليس جديرا بالحياة إذ لم يقم بشكر نعمتها وباستثمارها لنفسه وعائلته ووطنه وللبشرية جمعاء.. والهمة عكس التقاعس وهي من الثقة بالنفس وهي أول ما يمكن توفره لتحقيق الأعمال الجليلة الباهرة.. فتهون تهون مكابدة الأهوال من أجل لقمة العيش، والثقة في الله الرزّاق الكريم نوع من اليقين ومن يوقن بالرزق لا يمكن أن ينصب مطلقا.. ومع كل هذه المعاني لاغنى عن فضيلة الصبر فهو صنو للمجد والسؤدد كما يقول الشاعر:
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تدرك المجد حتى تلعق الصبرا
إن قيمة الإنسان الحقيقية لا تقدر بما يملك من مال ومتاع ولكن بما تنتجته قريحته وتصنعه يداه, ومن هنا نستنتج أن العمل له فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع إذا أنجز بإخلاص وإتقان.. والعمل يساهم في تنمية شخصية الفرد وفي تفتق مواهبه وبلورة أفكاره، وبالنسبة للمجتمع فهو وسيلة وحيدة لمكافحة الفقر والتخلف بصورة سريعة وجذرية فنشهد ازدهار الصناعات والزراعة وسائر مقومات التنمية.
من المهم معرفة أن المكافأة المجزية لاتقان العمل وتجويده هي التي تأتي من الله تعالى، ولذا لاينبغي ربط الاخلاص في العمل بتقصير أو ظلم المدير أو المؤسسة أو حتى قصور القوانين والتشريعات.. فكثيرا ما يتساءل البعض ما الذي يجعلك ويدفعك لتكون مخلصاً مثابراً في عملك؟ تحضر في الوقت المحدد وتغادر مع نهاية الدوام وفوق ذلك تخلص وتعطي وتقدم كل ما في جهدك لعملك.. لا تؤجل ولا تختلق الأعذار.. نعم كثيرا ما تتساوى جهود من يخلص في عمله مع من لا يشكل له العمل أية قيمة أو أهمية.
تعليقات