أمواج ناعمة

العيد سراج وصل أزهر بيننا

د. ياسر محجوب الحسين

العيد لوحة شاعرية وروحية وسراج وصل أزهر بيننا.. انها مناسبة فلسفتها تقوم على الفرح، ولذا فإن الفرحة في كل عيد جديدة كالورود الوليدة.. فرحة تفتح مغاليق القلوب الحزينة فيه الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين.. من لايستطيع ان يفرح في العيد فانه لن يستطيع ان يفرح في غيره.
العيد فلسفة لابد وأن تتأسس على ضرورة النظر في النصف الممتلء من الكوب.. هناك بالضرورة أم تنتظر قبلة أبنائها الذين اغتربوا عنها دون جدوى، وتلك الزوجة التي تنتظر هاتف زوجها المرابط في العمل بحثا عن الرزق.. ذلك الزوج الكادح المثابر ينتظر عودة زوجته بعد ان غضبت من عدم قدرته على شراء كسوة وحلوى العيد.. قلبي مع أسرة كل شهيد احتضن التراب شجاعة ونبلا.. أناس كثر أرادوا تحية امهاتهم اللائي رحلن حيث البقاء السرمدي.
العيد فرصة لتجديد حسن الظن في الله وفي من حولنا حيث يطيب عيشنا.. إنه مناسبة لاعتناق الفرح بمساراته الدينية والدنيوية.. كيف لا نفرح ومع نسمات صباح العيد الأولى ترن نواقيس الأطفال وتعلو ضحكاتهم البريئة.. ليس السعيد الذي تسعده أمواله بل السعيد من يتذوق فرحة العيد التي لا تكلفنا مالا ولا رهقا.. السعداء أولئك الذين لم يسرفوا ولم يقتروا في مستلزمات العيد بل اتخذوا بين ذلك قواما.
منذ الصغر العيد عندنا كلمة نشتاق لها ونهتز شوقاً إليها نظل نرقبه ونفرح لسماعه.. ونستمتع بالأستعداد له.. اليوم ألحظ تلك الفرحة تتمثل في أبني الصغير الذي ظل منذ ايام عدة يلح في السؤال متى يأتي العيد؟ هل نام فنصحو فنجد العيد؟ لماذا تأخر العيد يا أبي؟ ربما كانت أسئلة ساذجة بريئة لكنها مليئة بالفرح والشوق.. عمره (4) سنوات وقد يعتقد أن العيد شيء مادي ولا يتصور أنه أمر معنوي لكنه يعلم علم اليقين أنه شئ سار ينتظره الجميع بفارقالصبر.
نحن الكبار تتجلى فلسفة عيد الفطر المبارك في أنه فرحة للصائم الذي وفقه الله تعالى لصيام شهر رمضان، ويوم العيد يشكل انطلاقة جديدة للمسلم نحو المداومة على فعل الطاعات.. إنه ثورة تبحث عن الرؤية العامة والكلية, لفكرة الإسلام عن العيد, الرؤية التي ترتبط بالمقاصد والغايات.. كل عام والسودان يرفل في الخير والبركات ويعيش الاستقرار.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة