أمواج ناعمة
د. ياسر محجوب الحسين
§ شيخنا الحكيم، إن صمت عليه الوقار وإن تكلم سمى وعلاه البهاء.. كلامه خرزات عقد يتحدّرن، حلوٌ فصلٌ لا نذرٌ ولا هذرٌ.. فهو كما يعرفه القاصي والداني صاحبُ منطقٍ آسرٍ مقنعٍ ينسابُ في هدوءٍ واحاطة.. ساد نفسه وجمّلها بالفضائل لا بالنسب والقبائل.. فالجّمال ليس بحرير يُزيّننا.
§ في العيد كان لنا شرف اللقاء به في بيته العامر، فوجدناه يقدم لضيوفه الكُثر ألوانا بهيجة من الترحاب وطيور حديقته من حول السرادق الذي نصب للضيوف تُزقزق كأنها في عرس مستمر.. لم تكن دار نائب رئيس الجمهورية حين دلفنا إليها كما ظننا مثل العرينة فيها ريح لا تقربها بنو الثعالب غابت الأُسد أم حضرت.. بل عبرنا إلى الداخل كما يعبر أيّ منا إلى بيوت الغبش في الشمال أو في الغرب أو في الشرق أو في الخرطوم أو في جوبا. لقد كان سراج الوصل بين شيخ علي وبين ضيوفه الغُبش أزهرا وكلهم ثقة أنهم قصدوا معترف بقدرهم.. ولو لا علمهم ويقينهم بذلك الاعتراف لما حضروا لأنهم قوم أعزاء إن ينأ عنهم كائن من كان تجدهم عنه نائون..
§ العبقرية السياسية المستكنة في شيخنا تتألق عظمة وتتفوق اقتدارا.. فقد اتسم مجمل ادائه السياسي باليقظة والمتابعة بل وبالمبادرة فضلا عن لغة وخطاب موضوعي رصين، وقد ظهرت هذه العبقرية منذ أن أُبتعث وعمره 30 عاما الى بريطانيا في العام 1977 للقاء القيادي الاتحادي البارز المرحوم الشريف حسين الهندي، زعيم الجبهة الوطنية المعارضة لحكم الرئيس الاسبق جعفر نميري، لينقل وجهة نظر جبهة الميثاق الاسلامي حول عملية المصالحة الجارية حينذاك مع نظام نميري. ووقتها تنبأ له الهندي بدور ومهام سياسية خطيرة في السودان. فأنطبق عليه قول الشاعر:
كنا نجيء ابن عباس فـيـسبـقـنـا ** علماً ويكسبـنـا أجـراً ويهـدينـا
§ هذه الكاريزما الاجتماعية - السياسية التي تميز شيخ علي هي التي أحدثت أهم تحول في مسار الحرب والسلام في السودان، إذ أنها ساهمت بشكل فعال في وضع نهاية لأعقد وأطول حرب أهلية في إفريقيا.
§ ذاكَ غيْضُ من فيض عطاءِ الرجل لهذا الوطن.. حسبنا أن نومئ على استحياء إلى بعض سمات تفوقه ولا نطمعُ في أن نُوفيه بعضا من حقه.
§ في العيد كان لنا شرف اللقاء به في بيته العامر، فوجدناه يقدم لضيوفه الكُثر ألوانا بهيجة من الترحاب وطيور حديقته من حول السرادق الذي نصب للضيوف تُزقزق كأنها في عرس مستمر.. لم تكن دار نائب رئيس الجمهورية حين دلفنا إليها كما ظننا مثل العرينة فيها ريح لا تقربها بنو الثعالب غابت الأُسد أم حضرت.. بل عبرنا إلى الداخل كما يعبر أيّ منا إلى بيوت الغبش في الشمال أو في الغرب أو في الشرق أو في الخرطوم أو في جوبا. لقد كان سراج الوصل بين شيخ علي وبين ضيوفه الغُبش أزهرا وكلهم ثقة أنهم قصدوا معترف بقدرهم.. ولو لا علمهم ويقينهم بذلك الاعتراف لما حضروا لأنهم قوم أعزاء إن ينأ عنهم كائن من كان تجدهم عنه نائون..
§ العبقرية السياسية المستكنة في شيخنا تتألق عظمة وتتفوق اقتدارا.. فقد اتسم مجمل ادائه السياسي باليقظة والمتابعة بل وبالمبادرة فضلا عن لغة وخطاب موضوعي رصين، وقد ظهرت هذه العبقرية منذ أن أُبتعث وعمره 30 عاما الى بريطانيا في العام 1977 للقاء القيادي الاتحادي البارز المرحوم الشريف حسين الهندي، زعيم الجبهة الوطنية المعارضة لحكم الرئيس الاسبق جعفر نميري، لينقل وجهة نظر جبهة الميثاق الاسلامي حول عملية المصالحة الجارية حينذاك مع نظام نميري. ووقتها تنبأ له الهندي بدور ومهام سياسية خطيرة في السودان. فأنطبق عليه قول الشاعر:
كنا نجيء ابن عباس فـيـسبـقـنـا ** علماً ويكسبـنـا أجـراً ويهـدينـا
§ هذه الكاريزما الاجتماعية - السياسية التي تميز شيخ علي هي التي أحدثت أهم تحول في مسار الحرب والسلام في السودان، إذ أنها ساهمت بشكل فعال في وضع نهاية لأعقد وأطول حرب أهلية في إفريقيا.
§ ذاكَ غيْضُ من فيض عطاءِ الرجل لهذا الوطن.. حسبنا أن نومئ على استحياء إلى بعض سمات تفوقه ولا نطمعُ في أن نُوفيه بعضا من حقه.
صحيفة الرائد 14/12/2008
تعليقات