صحيفة الراية القطرية تنشر ملخصا لكتاب "الجزيرة نظرة رمادية لإفريقيا"

في كتاب جديد للزميل ياسر محجوب
عاصفة الجزيرة هبت وبددت عتمة الإعلام العربي
تقديم - العزب الطيب الطاهر
دخلت قناة الجزيرة الفضائية دائرة البحث العلمي والمنهجي في العديد من
الجامعات العربية وذلك بفعل ما أحدثته من تداعيات في الخطاب الإعلامي
العربي متجاوزة ما كان سائدا.. ومخترقة ما كان مألوفا.. وأضحت الجزيرة
عنوانا حقيقيا للتجديد في هذا الخطاب مقدمة مسارات جديدة بدأت بالفعل
قنوات عربية أخري تمضي نحوها..
وقد اجتذبت الجزيرة باحثا وصحفيا سودانيا شابا هو الزميل ياسر محجوب
والذي عمل ببلاط صاحبة الجلالة بالخرطوم والدوحة لسنوات عدة وهو الآن
بإدارة البحوث والمعلومات بوزارة الخارجية وعلي صلة بالعمل الإعلامي
والصحفي ومن خلال معرفتي به والتي تتجاوز السنوات العشر فإن ياسر محجوب
يتميز بالجدية والمثابرة فضلا عن حس مهني عال ومساحة أخلاقية شديدة في
الاتساع غير أن ياسر لم يشأ أن يكون موضوع أطروحته للماجستير عن
الجزيرة تقليديا.. انه اختار في تقديري موضوعا صعبا وشائكا فضلا عن
تمحور حول اتجاهات المعالجة الإعلامية للقضايا الإفريقية في قناة
الجزيرة.
وعند طبع هذه الأطروحة في كتاب استحدث عنوانا يتسق مع الشكل الجديد
للأطروحة هو الجزيرة نظرة رمادية إلي إفريقيا.
لا أود أن أطيل في تقديم الكتاب الأطروحة.. والذي يحتوي علي جهد علمي..
وتحليلي هو من الأهمية بمكان.
وقد جاء الكتاب في 304 صفحات من القطاع العادي. وقدم له كل من
البروفيسور حسن مكي المفكر السوداني والخبير في الشؤون الإفريقية
والبروفيسور معتصم عبد الله الخبير الإعلامي في عدد من الجامعات
السودانية. ويقول البروفيسور مكي إن الدراسة تسعي للإجابة عن أسئلة
هامة تتمحور في لماذا نجحت قناة الجزيرة في الدخول علي كل منتدى بل في
كل بيت وغرفة نوم؟! ولماذا أصبحت هذه القناة من أهم المشكلات والمكونات
للعقل والمزاج العربي؟! ولماذا اكتسبت هذه المصداقية حني أصبحت في مقام
هيئة الإذاعة البريطانية التي سيطرت علي عقول النخب طيلة الخمسين سنة
الماضية وأصبحت مصدر المعلومات لمختلف النخب العربية، مضيفا أن هذه
الدراسة الرائدة ستضيء الطريق ليس فقط أمام القناة والمهتمين بأمرها،
ولكن كذلك أمام الإعلاميين والعاملين في الفضائيات، سواء كانوا رسميين
أو محترفين أو هواة، ولعلنا في حاجة إلي المئات من الرسائل والدراسات
لهذا الباب، لأنه لا سبيل للنهضة الإعلامية إلا بالبحث العلمي الرصين،
وبالحوار الموضوعي.
ومن جانبه قال البروفيسور معتصم إن العالم العربي ظل قريبا من القارة
الإفريقية جغرافيا بعيدا عنها فكريا وثقافيا واجتماعيا، ويهدف هذا
الكتاب إلي توجيه الاهتمام نحو التواصل العربي الإفريقي. وأوصي
البروفيسور معتصم طلاب الإعلام والمهتمين بالدراسات الإعلامية
الاستزادة من الكتاب باعتباره جهدا علميا رصينا.
أهمية الجزيرة ودورها:
واستندت نتائج الدراسة علي إجابات أفراد العينة المبحوثة التي شملت
أشخاصا من 38 بلدا منها 22 قطرا إفريقيا و16 قطرا عربيا كانوا أقرب
للحياد تجاه فرضية أن الجزيرة تهتم بالنزاعات السياسية في إفريقيا أكثر
من غيرها. وكذلك الحال تجاه فرضية اهتمام القناة بالكوارث الطبيعية
كالأمراض والمجاعات في إفريقيا أكثر من غيرها من القضايا. لكن في
المقابل أشارت الدراسة إلي أن غالبية من أفراد العينة تري أن القناة
تُسهم في تشويه الصورة عن إفريقيا مثلها مثل وسائل الإعلام الغربية
الأخرى.
وارتكزت الدراسة علي أهمية قناة الجزيرة باعتبارها وسيلة إعلامية لها
دواعيها الإستراتيجية، والتي جاءت في وقت تتعاظم فيه أهمية الإعلام،
ودوره المفصلي في مختلف جوانب حياتنا المعاصرة. كذلك ارتكزت علي
الأهمية الإستراتيجية للقارة الإفريقية بالنسبة للعالم العربي انطلاقا
من الروابط التاريخية، والثقافية، والدينية، وأهمية الترابط والاتحاد
في عصر اتسم بالتكتل السياسي والاقتصادي. وقناة الجزيرة بصفتها وسيلة
إعلامية عربية تبوأت مكانها بجدارة بين وسائل الإعلام العالمية التي
احتكرت المعلومة وصياغتها وفقا لأهداف ومصالح مجتمعاتها حينا من الدهر
وما زالت. ويؤمل أن تلعب القناة دورا فاعلا في توطيد هذه الروابط لصالح
الأمتين العربية والإفريقية، من خلال معالجة إعلامية صادقة وموضوعية.
وتضمن الفصل الأول من الدراسة، علي الإطار المنهجي، الذي اشتمل علي
أهمية الإعلام، ودوره في الحياة المعاصرة وكذلك تناولت أهم سلبيات
وأمراض الإعلام العربي الرسمي. كما تمت الأشارة إلي موضوع البحث:
أهدافه، وأهميته، وفروضه. وهدفت الدراسة إلي معرفة نوع المعالجة
الإعلامية التي تتبعها قناة الجزيرة تجاه القضايا الإفريقية، ومدي
انسجام هذه المعالجة مع أهمية القارة وعمق الروابط بين الأمتين العربية
والإفريقية، وهل هذه المعالجة هي مجرد صدي لنمط المعالجة الذي تتبعه
وسائل الإعلام الغربية تجاه إفريقيا والعالم الثالث بصفة عامة. واتبعت
الدراسة لتحقيق فروض البحث منهجا علميا من خلال اخذ الرأي عن طريق
الاستبانة، وتحليل المضمون لعدد من البرامج تبثه القناة في نطاق الحدود
الزمنية للبحث. كما تمت الاستعانة بإجراء بعض المقابلات الضرورية بهدف
معرفة وجهة نظر بعض منسوبي قناة الجزيرة ممن يري الباحث أهمية في أخذ
رأيهم. وتضمنت الاستبانة عددا من الأسئلة التي تغطي جوانب الدراسة
المختلفة. وتناول هذا الفصل أيضا الدراسات السابقة التي عالجت بصورة أو
أخري قضايا لها صلة بموضوع الدراسة.
في الفصل الثاني تناولت الدراسة تعريف الاتصال والإعلام، وتطور مفهوم
كليهما عبر الحقب الماضية. كذلك تم التعرض لأدوات وأقسام الاتصال
ونظرياته ونماذجه، وعلاقة اللغة به، كما تضمن الفصل تعريف الإعلام
الدولي، وايجابياته وسلبياته، واستخداماته الاقتصادية والسياسية. وفي
الفصل الثالث تطرقت الدراسة إلي قارة إفريقيا، من حيث أهميتها،
وجغرافيتها، وأصل ومنشأ كلمة إفريقيا التي تشير إلي الروابط العربية -
الإفريقية، وبيّنت الدراسة في هذا الفصل، عمق هذه الروابط وامتدادها
عبر التاريخ، بفضل عوامل تاريخية، وثقافية، ودينية فضلا عن القرب
الجغرافي. كذلك تعرض هذا الفصل إلي المشاكل العديدة التي تعاني منها
القارة، التي أفرزها بشكل أساسي الاستعمار الذي رزحت تحته القارة حقبا
عديدة.
أما في الفصل الرابع فقد تطرقت الدراسة من خلاله إلي قناة الجزيرة،
والتعرف بدولة قطر مقر القناة وراعيها، ومن ثم نشأة القناة، وهيكلها
الإداري والبرامجي، ومصادر تمويلها، كذلك بحث هذا الفصل أهداف قناة
الجزيرة وأهميتها الإستراتيجية، والمنافسة الإقليمية والعالمية التي
تخوضها مع كبريات القنوات الفضائية في العالم، كما تطرق الفصل إلي أهم
الآراء المؤيدة لها والمعارضة والإشكاليات السياسية والمهنية التي
تواجهها.
وفي الفصل الخامس تم أولا تناول الطريقة التي تم بها اختيار عينة
الدراسة، وحجمها ومن ثم تم تبويب الاستبانة وتحليل النتائج المتحصل
عليها. وتدعيما لنتائج الاستبانة تم تحليل مضمون ستة برامج. وبلغ حجم
عينة المضمون - وهي عينة طبقية وكان الاختيار داخل الطبقة عشوائيا حيث
تم اختيار 100 حلقة من مجموع 722 حلقة والتي بثت ضمن الفترة الزمنية
للبحث (يناير 2000 - ديسمبر 2002). كذلك تضمن هذا الفصل إجراء
المقابلات مع عدد من المحررين والمذيعين والمراسلين بقناة الجزيرة.
أما الفصل السادس والأخير فقد تضمن نتائج وتوصيات الدراسة، حيث أشارت
هذه النتائج إلي أهمية قناة الجزيرة، والدور الكبير الذي تلعبه في ساحة
الإعلام الدولي، إلا آن دورها تجاه قضايا القارة الإفريقية - وفقا
لنتائج الدراسة - كان سلبيا إلي حد ما، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر
في سياستها التحريرية بما يضمن وضع قضايا القارة في مسارها الصحيح خاصة
وأن القارة تضم الجزء الأكبر مساحة والأعظم سكانا من العالم العربي.
وتضمن هذا الفصل عددا من التوصيات التي يري الباحث إن تطبيقها يسهم في
معالجة القصور الذي يشوب تعاطي قناة الجزيرة مع القضايا الإفريقية.
تدفق الاحتجاجات:
وقال الباحث في الفصل الأول إن الضرورة تقتضي أن يتناول الدارسون
بالبحث قناة الجزيرة حيث ينبع وجه الضرورة من أن الجزيرة قناة إخبارية
عربية وإسلامية تميزت في هذا المجال، فهي تعبر عن تطلعات قطاعات عريضة
من الشعوب العربية والمسلمة. فهي النموذج الذي يتوقع الدارسون أن
يُحتذي في العالم العربي. وترتيبا علي ذلك فإن ضرورة تناولها بالدراسة
تقتضيه أهمية الوقوف علي أهدافها، ومآلات أدائها، فقد لوحظ في الآونة
الأخيرة، تدفق الاحتجاجات علي ما تبثه من أخبار عن الدول العربية، خاصة
الدول الخليجية، وحثي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا
وكذلك معرفة ما إذا كانت مجرد صدي لقنوات العالم الأول بنظرتها الدونية
لقضايا وأخبار العالم الثالث، أم أنها أي قناة الجزيرة استفادت من
الخبرة الفنية لدي تلك القنوات المشار إليها بينما احتفظت بمعالجة
موضوعية لقضايا العالم الثالث بل ومصداقية في نقلها وتناولها. مضيفا أن
الجزيرة باعتبارها فضائية عربية واسعة الانتشار آخذة بأسباب التأثير
الفعال، لا يمكن إغفال دورها في التأسيس لعلاقات ايجابية بين المنطقتين
العربية والإفريقية، ونقل صورة واقعية وموضوعية عن إفريقيا إلي العالم
العربي وبقية دول العالم. ويؤكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أن
لقناة الجزيرة تأثيرا بالغا في صياغة الرأي العام العربي.
وذكر الباحث في الفصل الثاني إن علم الاتصال تأطّر في خمسينيات القرن
العشرين علي أيدي بعض الدوائر الاتصالية الغربية حيث ظهر ما سُمي
بنظريات الاتصال العالمية. ورغم أن هذه النظريات قد وضعت توصيفا
متكاملا للأنظمة الاتصالية المستخدمة في العالم، إلا أنها قد أغفلت
تماما أي أشارة للإسلام أو نظم الاتصال في الإسلام. وأشار إلي أن
الإعلام الدولي يختلف عن الإعلام الخارجي وبالضرورة يختلف عن الإعلام
الداخلي، فالأخير يوجّه للمواطنين داخل حدود الدولة الواحدة، بينما
يوجه الإعلام الخارجي إلي الجمهور الخارجي خارج حدود الدولة، وتتم
العمليات الإعلامية الخارجية في نطاق التخطيط الحكومي وتحت رقابة أجهزة
الدولة. كما أن أهداف عملية الاتصال وظروفها مربوطة بمشاكل العلاقات
الدولية نفسها.
مضيفا أن الاستلاب الثقافي يعتبر من سلبيات الإعلام الدولي وهو محصلة
العلاقات الدولية القائمة علي الهيمنة والتبعية بين الدول الأقوى
والدول الأضعف، ويبدأ الاستلاب بهيمنة ثقافية يتم بمقتضاها تحديث
المجتمعات النامية علي غرار الأنظمة العالمية الغربية، ومن ضمن سلبيات
الإعلام الدولي أيضا الاستخدام في إطار الصراع حيث استخدم الإعلام
الدولي في إطار الصراع السياسي أو الأيديولوجي باعتباره وسيلة من وسائل
الدفاع عن سياسة أو أيديولوجية أخري، أما ايجابيات الإعلام الدولي
تتمثل في تحقيق التقارب الدولي، كذلك مراقبة البيئة الدولية، وتعزيز
الصالح العام، ونقل الميراث الثقافي.. وحول علاقة السياسة بالإعلام
يقول الباحث إن الإعلام سلاح يستخدم في الأغراض السياسية بشكل كبير
جدا، بل أن البعض يذهب إلي القول: إن كثيرا من الأجهزة الإعلامية حول
العالم ليست إلا مشاريع سياسية بأهداف محددة، وتؤكد المدرسة الغربية في
العلوم السياسية علي أهمية الإعلام والاتصال باعتباره أبرز مكونات
النظام السياسي المعاصر. بل إن بعض الأساتذة الأمريكيين ينظرون إلي
النظام السياسي باعتباره شبكة من الاتصالات والقنوات الاتصالية، وان
النظم الفرعية للنظام أي الأحزاب، عبارة عن نظم اتصال مصغّرة، وأن
النظام السياسي هو نظام تاريخي له ذاكرة ولديه طوفان مستمر من المعرفة.
وفي هذا الصدد أشار الباحث إلي توجيه الرئيسي الفرنسي جاك شيراك
معاونيه، بالشروع في خطط لإطلاق شبكة فضائية إخبارية علي مستوي عالمي،
ويحتمل أن يطلق عليها اسم CNN الفرنسية، موضحا أن هذا التحرك جاء بعد
ما وجد شيراك نفسه محاصرا سياسيا وإعلاميا من جانب الولايات المتحدة
الأمريكية علي خلفية موقفه المناهض للحرب علي العراق، وتقول مصادر
مقربة منه، انه تزعجه الضغوطات الأنغلوأمريكية، ويريد أن ينهي احتكار
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للإعلام في العالم. وتساءل
الباحث في نهاية هذا الفصل حول ما إذا كانت الجزيرة تمثل مشروعا سياسيا
يدعم أهداف دولة قطر السياسية، وهل ما تقوم به هذه القناة يعتبر شكلا
من أشكال الاستخدام السياسي لأجهزة الإعلام في مجالات الإعلام الدولي،
وإذا كان ذلك صحيحا فهل يُستثمر بشكل ايجابي لصالح قضايا قومية يدخل في
إطارها التعاطي بايجابية مع القضايا الإفريقية؟
الروابط العربية الإفريقية:
وحاول الباحث في الفصل الثالث الذي خصصه للحديث عن قارة إفريقيا
التركيز علي روابط القارة بالوطن العربي سواء روابط الدم أو الجغرافيا
أو التاريخ وأورد أن الاجتهادات اختلفت حول منشأ كلمة إفريقيا، لكنها
ربما تتفق حول وجود علاقة ما بين منشأ الكلمة وصلتها الوثيقة بالعالم
العربي، مشيرا إلي أن مفهوم إفريقيا كان يعني عند الكتاب العرب ومن
تبعهم حتى بداية العصر الحديث إقليميا سياسيا يرتكز علي (تونس)، ويزيد
وينقص حسب التغييرات الإدارية والسياسية أيام الخلافة. ومع ظهور
الدويلات المتعاصرة والمتتابعة غربي مصر، أصبح مع التوسع الأوروبي،
وغلبة مصطلحات الجغرافيا الحديثة اصطلاحا قاريا، كما أطلق عليها
اليونانيون ليبيا. ولم يُعرف لفظ إفريقيا إلا في عهد الرومان بعد
اكتشاف المنطقة بين برقة وموريتانيا. وأشار الباحث إلي أن إفريقيا
مستودع هام للمواد الأولية، ولم يكد يتم استغلال ما يزيد عن الطبقة
السطحية من أرضها إلي اليوم، ومع ذلك فإنها تنتج ما يقرب من 98% من
إنتاج العالم من الماس و55% من ذهبه و22% من نحاسه مع كميات ضخمة من
معادن جوهرية هامة كالمنجيز والكروم والأورانيوم. كما تنتج إفريقيا
حوالي ثلثي كاكاو العالم وثلاثة أخماس زيت النخيل، وأرضها فيها
احتياطيات لا نهاية لها من القوة المائية كما ينمو في أرضها أي نبات في
العالم، وفي مجال النفط فإن غرب إفريقيا يوفر العديد من الفرص الجاذبة
حيث توفر الاحتياطيات النفطية وبكميات كبيرة كما أن نوعية النفط عالية
وخطوط الشحن إلي الولايات المتحدة أقصر عموما من أي مناطق إنتاج أخري
للنفط. وسلطت الخطة القومية للطاقة التي أعدها فريق عمل نائب الرئيس
الأمريكي ديك تشيني الضوء علي غرب إفريقيا باعتبارها المصدر الأسرع
تطورا للنفط والغاز للسوق الأمريكي وقد وعدت الإدارة الأمريكية مسؤولي
الصناعة بفعل كل ما في وسعها من أجل دفع عجلة التطور في تلك المنطقة.
وقال الباحث أن ما يؤكد عمق الرباط العربي الإفريقي المدى الزمني
الطويل الذي استغرقه، فقد بدأ التكامل والانسجام بين العنصرين العربي
والإفريقي قبل عشرين قرنا من الزمان، واستمر تدفق الجاليات العربية في
تغذية القارة الإفريقية بالدماء العربية التي انصهرت في الدماء
الإفريقية. كما كانت كذلك هجرات إفريقية معاكسة إلي الجزيرة العربية،
فالمجتمع الجاهلي كان يزخر ببعض المجموعات الإفريقية التي استقرت بين
العرب وانصهرت في بوتقة القبائل العربية عن طريق الولاء والانتماء
الكامل. ولا شك في أن بعض هذه المجموعات شقت طريقها إلي الجزيرة
العربية لعوامل غير الرق والغزو كالغزو الحبشي لليمن.
وحذر الباحث من السياسات الإسرائيلية في إفريقيا مشيرا إلي أن التواصل
التاريخي والرباط الوثيق بين العرب والأفارقة الذي يكاد يصل إلي درجة
وحدة ثقافية تاريخية دينية ملتئمة، تعرض - وما يزال يتعرض - لخطر
الصهيونية العالمية التي تنطلق في اتجاهها نحو القارة الإفريقية من
عدائها التاريخي للوجود العربي والإسلامي، وسعيها لضرب أي علاقة تجمع
بين الجانبين، باعتبار أن ذلك يدعم ميزان القوة لصالح العرب في صراعهم
مع الدولة الإسرائيلية التي تحتل الأراضي الفلسطينية. وكان من أكثر
الأشياء مدعاة للقلق بالنسبة لهذه الدولة هو قيام تضامن عربي إفريقي
يؤدي إلي جبهة سياسية واحدة، تزيد من حالة العزلة التي تعاني منها
إسرائيل، ولذلك جعلت إسرائيل من أهدافها المهمة في القارة الإفريقية
إضعاف علاقات الأقطار الإفريقية بالعالم العربي، مما يقضي علي أكبر
منافس للوجود الإسرائيلي في القارة ويفسح المجال لتفرد إسرائيل بالنشاط
في هذه القارة.
فخ الإعلام الغربي:
وقال الباحث إن أجهزة الإعلام الغربية أوحت إلي الأفارقة بأن العرب هم
أول من استعمر إفريقيا، وأنكي من استبعد أهلها، وأنهم اليوم وراء
الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم النقدي نتيجة سياستهم النفطية..
مشيرا في هذا الصدد إلي قول مختار ديار الأمين العام لاتحاد الصحفيين
الأفارقة بأن البعض من الأفارقة، ومن العرب، تركوا أنفسهم ينقادون
بسهولة إلي هذا الفخ الذي نصبته لهم وسائل الإعلام الامبريالية،
واستدرجتهم إليه بمهارة. واختتم هذا الفصل بالحديث عن مشاكل القارة
الإفريقية التي عزيت بشكل إلي الاستعمار حيث ذكر الباحث انه نتج عن
الواقع الاستعماري في السابق والتدخلات الحالية التي تدفعها أهداف
وأطماع لا تختلف عن الأهداف والأطماع الاستعمارية في السابق، صورة
نمطية وسمة ملازمة لا تنفك تلف القارة الإفريقية لفا، ولا بد أن
الصراعات الدائرة ستستنزف القارة مع استمراريتها وانتقالها من طرف
لآخر، فالحروب والتوترات القائمة تأتي علي كل أخضر ويابس في القارة،
تخرب الاقتصاد وتُهدر الطاقات الشعبية، وتنشر مزيدا من الجوع والفقر،
وتقضي علي كل بوادر للتنمية، ويكفي القول أن هناك 16 دولة إفريقية
تُعاني من نقص الأغذية وتفشي الأمراض بسبب الحروب والصراعات.
وخصص الباحث الفصل الرابع للحديث عن قناة الجزيرة مبينا أن شهاباً قد
لمع في غمرة تخلف إعلامي عربي ليبدد ظلمة هذه التخلف وعلي فرض أن رياح
الفضائيات العربية جاءت بشيء فإن عاصفة قناة الجزيرة جاءت وحصدت القلوب
والعقول، فبعثت الأمل ببروز صرح إعلامي يستطيع أن يقارع الصروح
الإعلامية في الدول المتقدمة. وأظهرت الجزيرة جرأة فيما تعتقده حقا
وذلك بما توافر لها من حرية ومساحة حركة، فمضت في سبيلها رغم الهجوم
العنيف من حكومات وأفراد واتهامها بالخيانة والعمالة، وما إلي ذلك مما
شاع في القاموس السياسي.
وحول أهداف إنشاء الجزيرة قال الباحث ربما يمكن النظر في أهداف قيام
قناة الجزيرة من خلال نتائج الدراسات الإعلامية التي ميزت بين ثلاثة
مستويات للدبلوماسية الإعلامية، يتمثل المستوي الأول في الوظيفة
الأساسية لوسائل الاتصال الجماهيري، ويرتبط المستوي الثاني بالاستخدام
المقصود والمنهجي والمدروس لوسائل الاتصال من قبل أطراف رسمية بهدف
الوصول مباشرة إلي الجماهير الأجنبية ومخاطبتها بشأن القضايا الملحة
ويري المساندون لهذا التوجه إن التحدث المفتوح للشعوب الأخرى خارج نطاق
الدبلوماسية الرسمية يسهم في تهيئة الظروف المناسبة لنجاح الاتصالات
الدبلوماسية بين الدول علي أساس أن ذلك قد يخلق قواعد جديدة للرأي
العام. أما المستوي الثالث للدبلوماسية الإعلامية فيصف حالات اتصالية
محددة، تقوم من خلالها وسائل الإعلام ذات الصيغة القانونية والمؤسسية
المستقلة بالمشاركة الفعلية في العمليات الدبلوماسية الخفية. وأكد
الباحث انه كان ل الجزيرة تأثير فاعل في عكس صورة ذهنية ايجابية عن قطر
لدي العالم جعلتها تأخذ مكانا بارزا في خريطة السياسة الدولية، كما أن
قطر أصبحت تساهم في تشكيل الرأي العام العربي علي أقل تقدير، وقال أن
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يري أن ل الجزيرة تأثير بالغ في
صياغة الرأي العام العربي، والتأثير عليه ويشير المعهد إلي إن القناة
ألقت بظلالها علي كافة وسائل الإعلام العربية، ولا تواجه قناة الجزيرة
أي منافسة في الوقت الراهن من القنوات العربية التي تديرها الحكومات
والتي ما زالت تبدأ برامجها الإخبارية بدقائق عديدة عن أين توجه الحاكم
هذا اليوم.
وحول أهمية الجزيرة الإستراتيجية يقول الباحث: إن لقناة الجزيرة أهمية
إستراتيجية سياسية وإعلامية تتعدي نطاق دولة قطر لتشمل العالم العربي
والإسلامي الذي شهد لأول مرة نمطا جديدا من الإعلام الحر، فالناظر إلي
هذا الكم الكبير من الفضائيات العربية والتي يتجاوز عددها الستين قناة
يصاب بالدهشة للتأثير الضعيف الذي تمارسه هذه القنوات في الرأي العام
العالمي وصوتها المبحوح في إيصال قضايا العرب والمسلمين المصيرية،
وبالذات قضية فلسطين وباقي الأراضي المحتلة، وصورة المسلم الصحيحة
والتي تشوهها الفضائيات العالمية بصورة مستمرة، سواء كان ذلك في
الإخبار اليومية أو الأفلام الدرامية أو الوثائقية أو البرامج المنوعة،
حتى الأغاني لم يسلم منها العربي أو المسلم والتي غالبا ما تظهره بصورة
ساخرة. وأورد الباحث في هذا الفصل أهم الآراء المؤيدة ل الجزيرة وكذلك
الآراء المعارضة لها وهي آراء لسياسيين وكتاب وأكاديميين من مختلف
أنحاء العالم. وخلص الباحث من خلال هذه الآراء إلي أنها أكدت علي
النقلة النوعية التي أحدثتها الجزيرة في الإعلام العربي، مما جعلها
رصيدا للإعلام العربي في مواجهة الإعلام الغربي، بل أنها أحدثت نوعا من
التوازن في التدفق الإعلامي بين الشمال والجنوب.
الإشكاليات السياسية:
ويقول الباحث أن الجزيرة واجهت إشكاليات سياسية كثيرة بسبب ما تعتبره
أداءً مهنياً حيث ذكر أن الجزيرة أصبحت عرضة لكثير من الاتهامات تارة
بالعمالة وتارة بالخيانة، فهي متحدثة باسم النظام العراقي حيث يتكلم
فيها الرئيس صدام حسين، وتارة تخدم الأهداف الإسرائيلية حين يُستجوب
وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز وطوراً مع النظام الإيراني حين
تنقل احتفالات في طهران وحيناً لأمريكا حين تتحدث فيها وزيرة الخارجية-
السابقة- مادلين أولبرايت أو تنقل أحداث 11 سبتمبر 2001م، وأحياناً
أخري متحدثة باسم حركة طالبان حين يتكلم فيها سفير أفغانستان في إسلام
أباد وأحياناً لرباني- الرئيس الأفغاني الأسبق- حين تعطي الجزيرة
الميكروفون لمن يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لأفغانستان وتسلط عليه وعلي
أتباعه الكاميرا وكاشف الأضواء
الجامعات العربية وذلك بفعل ما أحدثته من تداعيات في الخطاب الإعلامي
العربي متجاوزة ما كان سائدا.. ومخترقة ما كان مألوفا.. وأضحت الجزيرة
عنوانا حقيقيا للتجديد في هذا الخطاب مقدمة مسارات جديدة بدأت بالفعل
قنوات عربية أخري تمضي نحوها..
وقد اجتذبت الجزيرة باحثا وصحفيا سودانيا شابا هو الزميل ياسر محجوب
والذي عمل ببلاط صاحبة الجلالة بالخرطوم والدوحة لسنوات عدة وهو الآن
بإدارة البحوث والمعلومات بوزارة الخارجية وعلي صلة بالعمل الإعلامي
والصحفي ومن خلال معرفتي به والتي تتجاوز السنوات العشر فإن ياسر محجوب
يتميز بالجدية والمثابرة فضلا عن حس مهني عال ومساحة أخلاقية شديدة في
الاتساع غير أن ياسر لم يشأ أن يكون موضوع أطروحته للماجستير عن
الجزيرة تقليديا.. انه اختار في تقديري موضوعا صعبا وشائكا فضلا عن
تمحور حول اتجاهات المعالجة الإعلامية للقضايا الإفريقية في قناة
الجزيرة.
وعند طبع هذه الأطروحة في كتاب استحدث عنوانا يتسق مع الشكل الجديد
للأطروحة هو الجزيرة نظرة رمادية إلي إفريقيا.
لا أود أن أطيل في تقديم الكتاب الأطروحة.. والذي يحتوي علي جهد علمي..
وتحليلي هو من الأهمية بمكان.
وقد جاء الكتاب في 304 صفحات من القطاع العادي. وقدم له كل من
البروفيسور حسن مكي المفكر السوداني والخبير في الشؤون الإفريقية
والبروفيسور معتصم عبد الله الخبير الإعلامي في عدد من الجامعات
السودانية. ويقول البروفيسور مكي إن الدراسة تسعي للإجابة عن أسئلة
هامة تتمحور في لماذا نجحت قناة الجزيرة في الدخول علي كل منتدى بل في
كل بيت وغرفة نوم؟! ولماذا أصبحت هذه القناة من أهم المشكلات والمكونات
للعقل والمزاج العربي؟! ولماذا اكتسبت هذه المصداقية حني أصبحت في مقام
هيئة الإذاعة البريطانية التي سيطرت علي عقول النخب طيلة الخمسين سنة
الماضية وأصبحت مصدر المعلومات لمختلف النخب العربية، مضيفا أن هذه
الدراسة الرائدة ستضيء الطريق ليس فقط أمام القناة والمهتمين بأمرها،
ولكن كذلك أمام الإعلاميين والعاملين في الفضائيات، سواء كانوا رسميين
أو محترفين أو هواة، ولعلنا في حاجة إلي المئات من الرسائل والدراسات
لهذا الباب، لأنه لا سبيل للنهضة الإعلامية إلا بالبحث العلمي الرصين،
وبالحوار الموضوعي.
ومن جانبه قال البروفيسور معتصم إن العالم العربي ظل قريبا من القارة
الإفريقية جغرافيا بعيدا عنها فكريا وثقافيا واجتماعيا، ويهدف هذا
الكتاب إلي توجيه الاهتمام نحو التواصل العربي الإفريقي. وأوصي
البروفيسور معتصم طلاب الإعلام والمهتمين بالدراسات الإعلامية
الاستزادة من الكتاب باعتباره جهدا علميا رصينا.
أهمية الجزيرة ودورها:
واستندت نتائج الدراسة علي إجابات أفراد العينة المبحوثة التي شملت
أشخاصا من 38 بلدا منها 22 قطرا إفريقيا و16 قطرا عربيا كانوا أقرب
للحياد تجاه فرضية أن الجزيرة تهتم بالنزاعات السياسية في إفريقيا أكثر
من غيرها. وكذلك الحال تجاه فرضية اهتمام القناة بالكوارث الطبيعية
كالأمراض والمجاعات في إفريقيا أكثر من غيرها من القضايا. لكن في
المقابل أشارت الدراسة إلي أن غالبية من أفراد العينة تري أن القناة
تُسهم في تشويه الصورة عن إفريقيا مثلها مثل وسائل الإعلام الغربية
الأخرى.
وارتكزت الدراسة علي أهمية قناة الجزيرة باعتبارها وسيلة إعلامية لها
دواعيها الإستراتيجية، والتي جاءت في وقت تتعاظم فيه أهمية الإعلام،
ودوره المفصلي في مختلف جوانب حياتنا المعاصرة. كذلك ارتكزت علي
الأهمية الإستراتيجية للقارة الإفريقية بالنسبة للعالم العربي انطلاقا
من الروابط التاريخية، والثقافية، والدينية، وأهمية الترابط والاتحاد
في عصر اتسم بالتكتل السياسي والاقتصادي. وقناة الجزيرة بصفتها وسيلة
إعلامية عربية تبوأت مكانها بجدارة بين وسائل الإعلام العالمية التي
احتكرت المعلومة وصياغتها وفقا لأهداف ومصالح مجتمعاتها حينا من الدهر
وما زالت. ويؤمل أن تلعب القناة دورا فاعلا في توطيد هذه الروابط لصالح
الأمتين العربية والإفريقية، من خلال معالجة إعلامية صادقة وموضوعية.
وتضمن الفصل الأول من الدراسة، علي الإطار المنهجي، الذي اشتمل علي
أهمية الإعلام، ودوره في الحياة المعاصرة وكذلك تناولت أهم سلبيات
وأمراض الإعلام العربي الرسمي. كما تمت الأشارة إلي موضوع البحث:
أهدافه، وأهميته، وفروضه. وهدفت الدراسة إلي معرفة نوع المعالجة
الإعلامية التي تتبعها قناة الجزيرة تجاه القضايا الإفريقية، ومدي
انسجام هذه المعالجة مع أهمية القارة وعمق الروابط بين الأمتين العربية
والإفريقية، وهل هذه المعالجة هي مجرد صدي لنمط المعالجة الذي تتبعه
وسائل الإعلام الغربية تجاه إفريقيا والعالم الثالث بصفة عامة. واتبعت
الدراسة لتحقيق فروض البحث منهجا علميا من خلال اخذ الرأي عن طريق
الاستبانة، وتحليل المضمون لعدد من البرامج تبثه القناة في نطاق الحدود
الزمنية للبحث. كما تمت الاستعانة بإجراء بعض المقابلات الضرورية بهدف
معرفة وجهة نظر بعض منسوبي قناة الجزيرة ممن يري الباحث أهمية في أخذ
رأيهم. وتضمنت الاستبانة عددا من الأسئلة التي تغطي جوانب الدراسة
المختلفة. وتناول هذا الفصل أيضا الدراسات السابقة التي عالجت بصورة أو
أخري قضايا لها صلة بموضوع الدراسة.
في الفصل الثاني تناولت الدراسة تعريف الاتصال والإعلام، وتطور مفهوم
كليهما عبر الحقب الماضية. كذلك تم التعرض لأدوات وأقسام الاتصال
ونظرياته ونماذجه، وعلاقة اللغة به، كما تضمن الفصل تعريف الإعلام
الدولي، وايجابياته وسلبياته، واستخداماته الاقتصادية والسياسية. وفي
الفصل الثالث تطرقت الدراسة إلي قارة إفريقيا، من حيث أهميتها،
وجغرافيتها، وأصل ومنشأ كلمة إفريقيا التي تشير إلي الروابط العربية -
الإفريقية، وبيّنت الدراسة في هذا الفصل، عمق هذه الروابط وامتدادها
عبر التاريخ، بفضل عوامل تاريخية، وثقافية، ودينية فضلا عن القرب
الجغرافي. كذلك تعرض هذا الفصل إلي المشاكل العديدة التي تعاني منها
القارة، التي أفرزها بشكل أساسي الاستعمار الذي رزحت تحته القارة حقبا
عديدة.
أما في الفصل الرابع فقد تطرقت الدراسة من خلاله إلي قناة الجزيرة،
والتعرف بدولة قطر مقر القناة وراعيها، ومن ثم نشأة القناة، وهيكلها
الإداري والبرامجي، ومصادر تمويلها، كذلك بحث هذا الفصل أهداف قناة
الجزيرة وأهميتها الإستراتيجية، والمنافسة الإقليمية والعالمية التي
تخوضها مع كبريات القنوات الفضائية في العالم، كما تطرق الفصل إلي أهم
الآراء المؤيدة لها والمعارضة والإشكاليات السياسية والمهنية التي
تواجهها.
وفي الفصل الخامس تم أولا تناول الطريقة التي تم بها اختيار عينة
الدراسة، وحجمها ومن ثم تم تبويب الاستبانة وتحليل النتائج المتحصل
عليها. وتدعيما لنتائج الاستبانة تم تحليل مضمون ستة برامج. وبلغ حجم
عينة المضمون - وهي عينة طبقية وكان الاختيار داخل الطبقة عشوائيا حيث
تم اختيار 100 حلقة من مجموع 722 حلقة والتي بثت ضمن الفترة الزمنية
للبحث (يناير 2000 - ديسمبر 2002). كذلك تضمن هذا الفصل إجراء
المقابلات مع عدد من المحررين والمذيعين والمراسلين بقناة الجزيرة.
أما الفصل السادس والأخير فقد تضمن نتائج وتوصيات الدراسة، حيث أشارت
هذه النتائج إلي أهمية قناة الجزيرة، والدور الكبير الذي تلعبه في ساحة
الإعلام الدولي، إلا آن دورها تجاه قضايا القارة الإفريقية - وفقا
لنتائج الدراسة - كان سلبيا إلي حد ما، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر
في سياستها التحريرية بما يضمن وضع قضايا القارة في مسارها الصحيح خاصة
وأن القارة تضم الجزء الأكبر مساحة والأعظم سكانا من العالم العربي.
وتضمن هذا الفصل عددا من التوصيات التي يري الباحث إن تطبيقها يسهم في
معالجة القصور الذي يشوب تعاطي قناة الجزيرة مع القضايا الإفريقية.
تدفق الاحتجاجات:
وقال الباحث في الفصل الأول إن الضرورة تقتضي أن يتناول الدارسون
بالبحث قناة الجزيرة حيث ينبع وجه الضرورة من أن الجزيرة قناة إخبارية
عربية وإسلامية تميزت في هذا المجال، فهي تعبر عن تطلعات قطاعات عريضة
من الشعوب العربية والمسلمة. فهي النموذج الذي يتوقع الدارسون أن
يُحتذي في العالم العربي. وترتيبا علي ذلك فإن ضرورة تناولها بالدراسة
تقتضيه أهمية الوقوف علي أهدافها، ومآلات أدائها، فقد لوحظ في الآونة
الأخيرة، تدفق الاحتجاجات علي ما تبثه من أخبار عن الدول العربية، خاصة
الدول الخليجية، وحثي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا
وكذلك معرفة ما إذا كانت مجرد صدي لقنوات العالم الأول بنظرتها الدونية
لقضايا وأخبار العالم الثالث، أم أنها أي قناة الجزيرة استفادت من
الخبرة الفنية لدي تلك القنوات المشار إليها بينما احتفظت بمعالجة
موضوعية لقضايا العالم الثالث بل ومصداقية في نقلها وتناولها. مضيفا أن
الجزيرة باعتبارها فضائية عربية واسعة الانتشار آخذة بأسباب التأثير
الفعال، لا يمكن إغفال دورها في التأسيس لعلاقات ايجابية بين المنطقتين
العربية والإفريقية، ونقل صورة واقعية وموضوعية عن إفريقيا إلي العالم
العربي وبقية دول العالم. ويؤكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أن
لقناة الجزيرة تأثيرا بالغا في صياغة الرأي العام العربي.
وذكر الباحث في الفصل الثاني إن علم الاتصال تأطّر في خمسينيات القرن
العشرين علي أيدي بعض الدوائر الاتصالية الغربية حيث ظهر ما سُمي
بنظريات الاتصال العالمية. ورغم أن هذه النظريات قد وضعت توصيفا
متكاملا للأنظمة الاتصالية المستخدمة في العالم، إلا أنها قد أغفلت
تماما أي أشارة للإسلام أو نظم الاتصال في الإسلام. وأشار إلي أن
الإعلام الدولي يختلف عن الإعلام الخارجي وبالضرورة يختلف عن الإعلام
الداخلي، فالأخير يوجّه للمواطنين داخل حدود الدولة الواحدة، بينما
يوجه الإعلام الخارجي إلي الجمهور الخارجي خارج حدود الدولة، وتتم
العمليات الإعلامية الخارجية في نطاق التخطيط الحكومي وتحت رقابة أجهزة
الدولة. كما أن أهداف عملية الاتصال وظروفها مربوطة بمشاكل العلاقات
الدولية نفسها.
مضيفا أن الاستلاب الثقافي يعتبر من سلبيات الإعلام الدولي وهو محصلة
العلاقات الدولية القائمة علي الهيمنة والتبعية بين الدول الأقوى
والدول الأضعف، ويبدأ الاستلاب بهيمنة ثقافية يتم بمقتضاها تحديث
المجتمعات النامية علي غرار الأنظمة العالمية الغربية، ومن ضمن سلبيات
الإعلام الدولي أيضا الاستخدام في إطار الصراع حيث استخدم الإعلام
الدولي في إطار الصراع السياسي أو الأيديولوجي باعتباره وسيلة من وسائل
الدفاع عن سياسة أو أيديولوجية أخري، أما ايجابيات الإعلام الدولي
تتمثل في تحقيق التقارب الدولي، كذلك مراقبة البيئة الدولية، وتعزيز
الصالح العام، ونقل الميراث الثقافي.. وحول علاقة السياسة بالإعلام
يقول الباحث إن الإعلام سلاح يستخدم في الأغراض السياسية بشكل كبير
جدا، بل أن البعض يذهب إلي القول: إن كثيرا من الأجهزة الإعلامية حول
العالم ليست إلا مشاريع سياسية بأهداف محددة، وتؤكد المدرسة الغربية في
العلوم السياسية علي أهمية الإعلام والاتصال باعتباره أبرز مكونات
النظام السياسي المعاصر. بل إن بعض الأساتذة الأمريكيين ينظرون إلي
النظام السياسي باعتباره شبكة من الاتصالات والقنوات الاتصالية، وان
النظم الفرعية للنظام أي الأحزاب، عبارة عن نظم اتصال مصغّرة، وأن
النظام السياسي هو نظام تاريخي له ذاكرة ولديه طوفان مستمر من المعرفة.
وفي هذا الصدد أشار الباحث إلي توجيه الرئيسي الفرنسي جاك شيراك
معاونيه، بالشروع في خطط لإطلاق شبكة فضائية إخبارية علي مستوي عالمي،
ويحتمل أن يطلق عليها اسم CNN الفرنسية، موضحا أن هذا التحرك جاء بعد
ما وجد شيراك نفسه محاصرا سياسيا وإعلاميا من جانب الولايات المتحدة
الأمريكية علي خلفية موقفه المناهض للحرب علي العراق، وتقول مصادر
مقربة منه، انه تزعجه الضغوطات الأنغلوأمريكية، ويريد أن ينهي احتكار
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للإعلام في العالم. وتساءل
الباحث في نهاية هذا الفصل حول ما إذا كانت الجزيرة تمثل مشروعا سياسيا
يدعم أهداف دولة قطر السياسية، وهل ما تقوم به هذه القناة يعتبر شكلا
من أشكال الاستخدام السياسي لأجهزة الإعلام في مجالات الإعلام الدولي،
وإذا كان ذلك صحيحا فهل يُستثمر بشكل ايجابي لصالح قضايا قومية يدخل في
إطارها التعاطي بايجابية مع القضايا الإفريقية؟
الروابط العربية الإفريقية:
وحاول الباحث في الفصل الثالث الذي خصصه للحديث عن قارة إفريقيا
التركيز علي روابط القارة بالوطن العربي سواء روابط الدم أو الجغرافيا
أو التاريخ وأورد أن الاجتهادات اختلفت حول منشأ كلمة إفريقيا، لكنها
ربما تتفق حول وجود علاقة ما بين منشأ الكلمة وصلتها الوثيقة بالعالم
العربي، مشيرا إلي أن مفهوم إفريقيا كان يعني عند الكتاب العرب ومن
تبعهم حتى بداية العصر الحديث إقليميا سياسيا يرتكز علي (تونس)، ويزيد
وينقص حسب التغييرات الإدارية والسياسية أيام الخلافة. ومع ظهور
الدويلات المتعاصرة والمتتابعة غربي مصر، أصبح مع التوسع الأوروبي،
وغلبة مصطلحات الجغرافيا الحديثة اصطلاحا قاريا، كما أطلق عليها
اليونانيون ليبيا. ولم يُعرف لفظ إفريقيا إلا في عهد الرومان بعد
اكتشاف المنطقة بين برقة وموريتانيا. وأشار الباحث إلي أن إفريقيا
مستودع هام للمواد الأولية، ولم يكد يتم استغلال ما يزيد عن الطبقة
السطحية من أرضها إلي اليوم، ومع ذلك فإنها تنتج ما يقرب من 98% من
إنتاج العالم من الماس و55% من ذهبه و22% من نحاسه مع كميات ضخمة من
معادن جوهرية هامة كالمنجيز والكروم والأورانيوم. كما تنتج إفريقيا
حوالي ثلثي كاكاو العالم وثلاثة أخماس زيت النخيل، وأرضها فيها
احتياطيات لا نهاية لها من القوة المائية كما ينمو في أرضها أي نبات في
العالم، وفي مجال النفط فإن غرب إفريقيا يوفر العديد من الفرص الجاذبة
حيث توفر الاحتياطيات النفطية وبكميات كبيرة كما أن نوعية النفط عالية
وخطوط الشحن إلي الولايات المتحدة أقصر عموما من أي مناطق إنتاج أخري
للنفط. وسلطت الخطة القومية للطاقة التي أعدها فريق عمل نائب الرئيس
الأمريكي ديك تشيني الضوء علي غرب إفريقيا باعتبارها المصدر الأسرع
تطورا للنفط والغاز للسوق الأمريكي وقد وعدت الإدارة الأمريكية مسؤولي
الصناعة بفعل كل ما في وسعها من أجل دفع عجلة التطور في تلك المنطقة.
وقال الباحث أن ما يؤكد عمق الرباط العربي الإفريقي المدى الزمني
الطويل الذي استغرقه، فقد بدأ التكامل والانسجام بين العنصرين العربي
والإفريقي قبل عشرين قرنا من الزمان، واستمر تدفق الجاليات العربية في
تغذية القارة الإفريقية بالدماء العربية التي انصهرت في الدماء
الإفريقية. كما كانت كذلك هجرات إفريقية معاكسة إلي الجزيرة العربية،
فالمجتمع الجاهلي كان يزخر ببعض المجموعات الإفريقية التي استقرت بين
العرب وانصهرت في بوتقة القبائل العربية عن طريق الولاء والانتماء
الكامل. ولا شك في أن بعض هذه المجموعات شقت طريقها إلي الجزيرة
العربية لعوامل غير الرق والغزو كالغزو الحبشي لليمن.
وحذر الباحث من السياسات الإسرائيلية في إفريقيا مشيرا إلي أن التواصل
التاريخي والرباط الوثيق بين العرب والأفارقة الذي يكاد يصل إلي درجة
وحدة ثقافية تاريخية دينية ملتئمة، تعرض - وما يزال يتعرض - لخطر
الصهيونية العالمية التي تنطلق في اتجاهها نحو القارة الإفريقية من
عدائها التاريخي للوجود العربي والإسلامي، وسعيها لضرب أي علاقة تجمع
بين الجانبين، باعتبار أن ذلك يدعم ميزان القوة لصالح العرب في صراعهم
مع الدولة الإسرائيلية التي تحتل الأراضي الفلسطينية. وكان من أكثر
الأشياء مدعاة للقلق بالنسبة لهذه الدولة هو قيام تضامن عربي إفريقي
يؤدي إلي جبهة سياسية واحدة، تزيد من حالة العزلة التي تعاني منها
إسرائيل، ولذلك جعلت إسرائيل من أهدافها المهمة في القارة الإفريقية
إضعاف علاقات الأقطار الإفريقية بالعالم العربي، مما يقضي علي أكبر
منافس للوجود الإسرائيلي في القارة ويفسح المجال لتفرد إسرائيل بالنشاط
في هذه القارة.
فخ الإعلام الغربي:
وقال الباحث إن أجهزة الإعلام الغربية أوحت إلي الأفارقة بأن العرب هم
أول من استعمر إفريقيا، وأنكي من استبعد أهلها، وأنهم اليوم وراء
الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم النقدي نتيجة سياستهم النفطية..
مشيرا في هذا الصدد إلي قول مختار ديار الأمين العام لاتحاد الصحفيين
الأفارقة بأن البعض من الأفارقة، ومن العرب، تركوا أنفسهم ينقادون
بسهولة إلي هذا الفخ الذي نصبته لهم وسائل الإعلام الامبريالية،
واستدرجتهم إليه بمهارة. واختتم هذا الفصل بالحديث عن مشاكل القارة
الإفريقية التي عزيت بشكل إلي الاستعمار حيث ذكر الباحث انه نتج عن
الواقع الاستعماري في السابق والتدخلات الحالية التي تدفعها أهداف
وأطماع لا تختلف عن الأهداف والأطماع الاستعمارية في السابق، صورة
نمطية وسمة ملازمة لا تنفك تلف القارة الإفريقية لفا، ولا بد أن
الصراعات الدائرة ستستنزف القارة مع استمراريتها وانتقالها من طرف
لآخر، فالحروب والتوترات القائمة تأتي علي كل أخضر ويابس في القارة،
تخرب الاقتصاد وتُهدر الطاقات الشعبية، وتنشر مزيدا من الجوع والفقر،
وتقضي علي كل بوادر للتنمية، ويكفي القول أن هناك 16 دولة إفريقية
تُعاني من نقص الأغذية وتفشي الأمراض بسبب الحروب والصراعات.
وخصص الباحث الفصل الرابع للحديث عن قناة الجزيرة مبينا أن شهاباً قد
لمع في غمرة تخلف إعلامي عربي ليبدد ظلمة هذه التخلف وعلي فرض أن رياح
الفضائيات العربية جاءت بشيء فإن عاصفة قناة الجزيرة جاءت وحصدت القلوب
والعقول، فبعثت الأمل ببروز صرح إعلامي يستطيع أن يقارع الصروح
الإعلامية في الدول المتقدمة. وأظهرت الجزيرة جرأة فيما تعتقده حقا
وذلك بما توافر لها من حرية ومساحة حركة، فمضت في سبيلها رغم الهجوم
العنيف من حكومات وأفراد واتهامها بالخيانة والعمالة، وما إلي ذلك مما
شاع في القاموس السياسي.
وحول أهداف إنشاء الجزيرة قال الباحث ربما يمكن النظر في أهداف قيام
قناة الجزيرة من خلال نتائج الدراسات الإعلامية التي ميزت بين ثلاثة
مستويات للدبلوماسية الإعلامية، يتمثل المستوي الأول في الوظيفة
الأساسية لوسائل الاتصال الجماهيري، ويرتبط المستوي الثاني بالاستخدام
المقصود والمنهجي والمدروس لوسائل الاتصال من قبل أطراف رسمية بهدف
الوصول مباشرة إلي الجماهير الأجنبية ومخاطبتها بشأن القضايا الملحة
ويري المساندون لهذا التوجه إن التحدث المفتوح للشعوب الأخرى خارج نطاق
الدبلوماسية الرسمية يسهم في تهيئة الظروف المناسبة لنجاح الاتصالات
الدبلوماسية بين الدول علي أساس أن ذلك قد يخلق قواعد جديدة للرأي
العام. أما المستوي الثالث للدبلوماسية الإعلامية فيصف حالات اتصالية
محددة، تقوم من خلالها وسائل الإعلام ذات الصيغة القانونية والمؤسسية
المستقلة بالمشاركة الفعلية في العمليات الدبلوماسية الخفية. وأكد
الباحث انه كان ل الجزيرة تأثير فاعل في عكس صورة ذهنية ايجابية عن قطر
لدي العالم جعلتها تأخذ مكانا بارزا في خريطة السياسة الدولية، كما أن
قطر أصبحت تساهم في تشكيل الرأي العام العربي علي أقل تقدير، وقال أن
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يري أن ل الجزيرة تأثير بالغ في
صياغة الرأي العام العربي، والتأثير عليه ويشير المعهد إلي إن القناة
ألقت بظلالها علي كافة وسائل الإعلام العربية، ولا تواجه قناة الجزيرة
أي منافسة في الوقت الراهن من القنوات العربية التي تديرها الحكومات
والتي ما زالت تبدأ برامجها الإخبارية بدقائق عديدة عن أين توجه الحاكم
هذا اليوم.
وحول أهمية الجزيرة الإستراتيجية يقول الباحث: إن لقناة الجزيرة أهمية
إستراتيجية سياسية وإعلامية تتعدي نطاق دولة قطر لتشمل العالم العربي
والإسلامي الذي شهد لأول مرة نمطا جديدا من الإعلام الحر، فالناظر إلي
هذا الكم الكبير من الفضائيات العربية والتي يتجاوز عددها الستين قناة
يصاب بالدهشة للتأثير الضعيف الذي تمارسه هذه القنوات في الرأي العام
العالمي وصوتها المبحوح في إيصال قضايا العرب والمسلمين المصيرية،
وبالذات قضية فلسطين وباقي الأراضي المحتلة، وصورة المسلم الصحيحة
والتي تشوهها الفضائيات العالمية بصورة مستمرة، سواء كان ذلك في
الإخبار اليومية أو الأفلام الدرامية أو الوثائقية أو البرامج المنوعة،
حتى الأغاني لم يسلم منها العربي أو المسلم والتي غالبا ما تظهره بصورة
ساخرة. وأورد الباحث في هذا الفصل أهم الآراء المؤيدة ل الجزيرة وكذلك
الآراء المعارضة لها وهي آراء لسياسيين وكتاب وأكاديميين من مختلف
أنحاء العالم. وخلص الباحث من خلال هذه الآراء إلي أنها أكدت علي
النقلة النوعية التي أحدثتها الجزيرة في الإعلام العربي، مما جعلها
رصيدا للإعلام العربي في مواجهة الإعلام الغربي، بل أنها أحدثت نوعا من
التوازن في التدفق الإعلامي بين الشمال والجنوب.
الإشكاليات السياسية:
ويقول الباحث أن الجزيرة واجهت إشكاليات سياسية كثيرة بسبب ما تعتبره
أداءً مهنياً حيث ذكر أن الجزيرة أصبحت عرضة لكثير من الاتهامات تارة
بالعمالة وتارة بالخيانة، فهي متحدثة باسم النظام العراقي حيث يتكلم
فيها الرئيس صدام حسين، وتارة تخدم الأهداف الإسرائيلية حين يُستجوب
وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز وطوراً مع النظام الإيراني حين
تنقل احتفالات في طهران وحيناً لأمريكا حين تتحدث فيها وزيرة الخارجية-
السابقة- مادلين أولبرايت أو تنقل أحداث 11 سبتمبر 2001م، وأحياناً
أخري متحدثة باسم حركة طالبان حين يتكلم فيها سفير أفغانستان في إسلام
أباد وأحياناً لرباني- الرئيس الأفغاني الأسبق- حين تعطي الجزيرة
الميكروفون لمن يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لأفغانستان وتسلط عليه وعلي
أتباعه الكاميرا وكاشف الأضواء
وأشار الباحث في الفصل الخامس إلي أن الدراسة الميدانية هدفت إلي معرفة
آراء مشاهدي قناة الجزيرة الفضائية في إفريقيا علي وجه الخصوص تجاه ما تقدمه
من برامج، وما إذا كانت هذه البرامج، تسهم في تشويه الصورة عن
إفريقيا مثلها مثل القنوات العالمية الأخرى، وهل هناك تحيز ضد القضايا
الإفريقية، وما هي أسباب ذلك التحيز إن وجد؟ وكذلك معرفة ما إذا كانت
هناك فروق في التغطية الإعلامية بين دول إفريقيا شمال الصحراء، ودول
إفريقيا جنوب الصحراء لصالح الأولي باعتبارها دولاً عربية. تم توزيع
استبانة لتجميع البيانات الخاصة بهذا الأمر باليد علي مشاهدي قناة
الجزيرة في كل من السودان وقطر ومثل هؤلاء المشاهدون أقطاراً من شمال
وجنوب ووسط وغرب وشرق قارة إفريقيا، وكذلك عدد من الدول الخليجية
والعربية في آسيا، وقد روعي في توزيع الاستبانة حجم العينة وطريقة
اختيارها.
وأوضح الباحث إلي أن الاستبانة احتوت علي 35 سؤالاً. مضيفاً: روعي في
عينة الدراسة أن تضم إعلاميين مقابل غير الإعلاميين، والأفارقة مقابل
العرب، وعرب إفريقيا مقابل عرب آسيا. واشتملت العينة علي ثلاث فئات:
الأولي تمثل الأفراد الذين أجابوا علي الاستبانة ومجتمعها يتكون من:
فئة الطلاب الأفارقة الدارسين بجامعة إفريقيا العالمية في العام 2002م
وهم ينتمون إلي 22 قطراً إفريقيا، وشمل ذلك أقطاراً من غرب وشرق وشمال
وجنوب ووسط القارة الإفريقية. وجاء الاختيار علي جامعة إفريقيا لأن
الطلاب الأفارقة فيها يجيدون التحدث والكتابة باللغة العربية. وبلغ حجم
العينة من هذه الفئة (193) فرداً. وهناك ثمانية استبانات أجاب عليها
فئات الإعلاميين وأساتذة وموظفين. أما الجزء الآخر من الفئة الأولي
مثلها فئة العاملين بدولة قطر في نفس العام وتضم الإعلاميين ومهناً
أخري. وينتمون إلي 21 قطراً إفريقيا وآسيوياً. وبلغ عددهم (153). أما
الفئة الثانية من عينة الدراسة تكون من حلقات البرامج التي بثتها قناة
الجزيرة في الفترة من يناير 2000م إلي ديسمبر 2002م ممثلة في ستة برامج
تم اختيار عدد من حلقاتها بطريقة عشوائية لتحليل مضمونها. واشتملت
الفئة الثالثة علي عدد من المقابلات الشخصية من داخل قناة الجزيرة.
وضمن الفصل السادس والأخير نتائج واستنتاجات الدراسة وكذلك توصياتها.
حيث أوضحت هذه النتائج أن هناك أغلبية كبيرة جداً تعتبر أن قناة
الجزيرة وسيلة إعلامية مهمة، مع الإشارة إلي أن الأفارقة كانوا أقل
ميلاً نحو أهميتها، كما غالبية تعتبر أن أهمية قناة الجزيرة تقوم علي
ذكرها للحقائق مجردة من غير تحيز، إلا أن فئتي الإعلاميين والأفارقة
أقل ميلاً إلي ذلك. أيضاً بينت الاستبانة أن القناة تلبي لحد ما رغبات
المشاهدين من أفراد العينة، وبدا أن الإعلاميين أكثر ميلاً إلي ذلك،
بينما لا يؤيد الأفارقة ذلك، كذلك بينت نتيجة الاستبانة أن قناة
الجزيرة تلبي حاجة عرب آسيا أكثر مما تلبي حاجة عرب إفريقيا، الأمر
الذي يمكن اعتباره نوعاً من التحيز ضد قضايا القارة الإفريقية حتي ولو
كانت قضايا تخص عرب إفريقيا شمال الصحراء. وحول عدم وجود علاقة جوهرية
بين الحكومة في قطر وقناة الجزيرة تمكن من التحكم في سياسة القناة، رأي
الباحث وجود علاقة غير مباشرة، باعتبار أن كل مشروع إعلامي بهذا الحجم
له أهدافه السياسية، وهو أمر ليس مقتصراً علي قناة الجزيرة وحدها بل
يسري علي سائر وسائل الإعلام العالمية، وقد أدارت دولة قطر قناة
الجزيرة بطريقة ذكية، حيث وفرت لها قدراً كبيراً من المهنية الإعلامية،
ومن هنا كان نجاح القناة في تحقيق التفوق علي غيرها من مثيلاتها سواء
العربية منها أو الغربية.
وأشارت النتائج إلي أن هناك ميلاً لدي أفراد عينة الدراسة إلي أن
القناة تتحيز للدول العربية في إفريقيا عند تناولها للقضايا الإفريقية
علي حساب بقية الدول الإفريقية وأوضح تحليل المضمون أن كم المادة الخاص
بإفريقيا جنوب الصحراء قليل جداً مقارنة بإفريقيا شمال الصحراء، كما
هناك ميل أن القناة تتحيز للدول العربية في إفريقيا لكونها دولاً
عربية، وتعزو الغالبية هذا التحيز لأسباب سياسية، كما أن هناك ميلاً
أكبر إلي أن ذلك يرجع لأسباب عنصرية، ورأي الإعلاميين تجاه كل ذلك كان
أكثر سلبية نحو القناة.
بالنسبة لعدم وجود فروق بين نمط المعالجة الإعلامية للمادة المبثوثة عن
الدول الإفريقية وموقعها شمال أو جنوب الصحراء، بينت النتائج المتحصل
عليها عكس ذلك، كما أن هناك ميلاً عاماً إلي أن قناة الجزيرة لا تناصر
القضايا الإفريقية لأسباب عنصرية، بينما رأي الأفارقة أكثر إيجابية نحو
القناة من العرب.
وكذلك الحال بالنسبة للأسباب الدينية. ونفس النتيجة بالنسبة للأسباب
الثقافية وإن كان الأمر أقل حدة من السببين الآخرين العنصري والديني.
وفيما يتعلق بعدم وجود علاقة بين نمط العلاقة بين قطر والدول الإفريقية
وبين نمط المادة السلبية أو الإيجابية، أفادت نتائج الاستبانة أن قناة
الجزيرة تتأثر في تناولها لقضايا إفريقيا سلباً وإيجاباً بمستوي
العلاقات السياسية بين دولة قطر وبين الدول الإفريقية، ويلاحظ أن
الإعلاميين والعرب يميلون لتصديق الفرضية بينما رأي الأفارقة يتسم
بالحياد. وتنطبق هذه النتيجة لحد كبير علي فرضية أن قناة الجزيرة تتأثر
في تناولها لقضايا إفريقيا سلباً وإيجاباً بمستوي العلاقات السياسية
بين الدول العربية والإفريقية.
توصيات الدراسة:
وجاء في توصيات الدراسة دعوة الجزيرة إلي زيادة عدد مراسليها ومكاتبها
في إفريقيا، بحيث تغطي بشكل موضوعي كافة أحداث وقضايا القارة دون
اللجوء إلي المصادر الأجنبية المنطلقة من نظرة دونية تجاه دول العالم
الثالث. وأن تعتمد أكبر عدد من الخبراء الأفارقة من سياسيين،
وإعلاميين، وأكاديميين للتعليق علي الأحداث الإفريقية خاصة، بل
والأحداث الأخرى بشكل عام. إضافة إلي زيادة الاهتمام بالقضايا
الإفريقية بما يتناسب مع أهمية القارة وصلاتها الحتمية مع العالم
العربي، كماً ونوعاً، عبر مختلف البرامج التي تقدمها القناة، بحيث
ترتفع نسبة الحلقات التي تتعاطى مع قضايا إفريقيا، علي أن يتم ذلك من
خلال معالجة موضوعية، تبتعد عن التركيز علي الكوارث والأمراض والمظاهر
السلبية. ودعا الباحث علي حكومات الدول الإفريقية التحكم في ردود
أفعالها حيال ما تبثه قناة الجزيرة وتري فيه موقفاً سلبياً تجاهها، وأن
يتم معالجة ذلك الأمر بقدر من ضبط النفس ومزيد من الانفتاح، وتوفير قدر
كاف من المعلومات الصحيحة، ومن ثم تجنب إجراءات مثل إغلاق المكاتب
وإيقاف المراسلين عن العمل. كما أوصي الباحث الاتحاد الإفريقي بدراسة
قيام قناة فضائية إفريقية، تستقل عن هيمنة الأخبار السياسية الرسمية
للدول الأعضاء، وتتأسس علي حزمة من المبادئ الحرفية والمهنية القابلة
للتنفيذ، علي نسق قناة الجزيرة، مشيراً إلي أنها دعوة أطلقها رئيس جنوب
إفريقيا ثابو مبيكي.
وشدد الباحث علي أهمية أن تتعاطى الجزيرة مع قضايا القارة الإفريقية
باعتبارها ميداناً هاماً للمواجهة مع إسرائيل وأن تسعي لكسب المواجهات
الإعلامية مع هذا الكيان في الميدان الإفريقي لصالح القضايا العربية
والإسلامية باعتبار أن ذلك يمثل هدفاً استراتيجياً.وأوصي محجوب باعتماد
سياسة واضحة تهدف إلي إشاعة الوعي بين كوادر القناة بالأهمية
الإستراتيجية لإفريقيا بالنسبة للعالم العربي وضرورة إعطاء أولوية خاصة
لقضاياه والتعاطي بحذر مع أي معلومات في القارة يكون مصدرها الإعلام
الغربي.يذكر أن الزميل ياسر حصل علي جائزة الإعلام البيئي الدولية عن
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من وكالة رويترز للأنباء عام 2000م
عن تحقيقات صحفية نشرت في قطر. وعمل في عدد من الصحف السودانية إضافة
إلي صحيفتي العرب والشرق القطريتين ويعمل حالياً في قسم الرصد الإعلامي
بوزارة الخارجية.
صحيفة الراية القطرية 21 يونيو 2004
إفريقيا مثلها مثل القنوات العالمية الأخرى، وهل هناك تحيز ضد القضايا
الإفريقية، وما هي أسباب ذلك التحيز إن وجد؟ وكذلك معرفة ما إذا كانت
هناك فروق في التغطية الإعلامية بين دول إفريقيا شمال الصحراء، ودول
إفريقيا جنوب الصحراء لصالح الأولي باعتبارها دولاً عربية. تم توزيع
استبانة لتجميع البيانات الخاصة بهذا الأمر باليد علي مشاهدي قناة
الجزيرة في كل من السودان وقطر ومثل هؤلاء المشاهدون أقطاراً من شمال
وجنوب ووسط وغرب وشرق قارة إفريقيا، وكذلك عدد من الدول الخليجية
والعربية في آسيا، وقد روعي في توزيع الاستبانة حجم العينة وطريقة
اختيارها.
وأوضح الباحث إلي أن الاستبانة احتوت علي 35 سؤالاً. مضيفاً: روعي في
عينة الدراسة أن تضم إعلاميين مقابل غير الإعلاميين، والأفارقة مقابل
العرب، وعرب إفريقيا مقابل عرب آسيا. واشتملت العينة علي ثلاث فئات:
الأولي تمثل الأفراد الذين أجابوا علي الاستبانة ومجتمعها يتكون من:
فئة الطلاب الأفارقة الدارسين بجامعة إفريقيا العالمية في العام 2002م
وهم ينتمون إلي 22 قطراً إفريقيا، وشمل ذلك أقطاراً من غرب وشرق وشمال
وجنوب ووسط القارة الإفريقية. وجاء الاختيار علي جامعة إفريقيا لأن
الطلاب الأفارقة فيها يجيدون التحدث والكتابة باللغة العربية. وبلغ حجم
العينة من هذه الفئة (193) فرداً. وهناك ثمانية استبانات أجاب عليها
فئات الإعلاميين وأساتذة وموظفين. أما الجزء الآخر من الفئة الأولي
مثلها فئة العاملين بدولة قطر في نفس العام وتضم الإعلاميين ومهناً
أخري. وينتمون إلي 21 قطراً إفريقيا وآسيوياً. وبلغ عددهم (153). أما
الفئة الثانية من عينة الدراسة تكون من حلقات البرامج التي بثتها قناة
الجزيرة في الفترة من يناير 2000م إلي ديسمبر 2002م ممثلة في ستة برامج
تم اختيار عدد من حلقاتها بطريقة عشوائية لتحليل مضمونها. واشتملت
الفئة الثالثة علي عدد من المقابلات الشخصية من داخل قناة الجزيرة.
وضمن الفصل السادس والأخير نتائج واستنتاجات الدراسة وكذلك توصياتها.
حيث أوضحت هذه النتائج أن هناك أغلبية كبيرة جداً تعتبر أن قناة
الجزيرة وسيلة إعلامية مهمة، مع الإشارة إلي أن الأفارقة كانوا أقل
ميلاً نحو أهميتها، كما غالبية تعتبر أن أهمية قناة الجزيرة تقوم علي
ذكرها للحقائق مجردة من غير تحيز، إلا أن فئتي الإعلاميين والأفارقة
أقل ميلاً إلي ذلك. أيضاً بينت الاستبانة أن القناة تلبي لحد ما رغبات
المشاهدين من أفراد العينة، وبدا أن الإعلاميين أكثر ميلاً إلي ذلك،
بينما لا يؤيد الأفارقة ذلك، كذلك بينت نتيجة الاستبانة أن قناة
الجزيرة تلبي حاجة عرب آسيا أكثر مما تلبي حاجة عرب إفريقيا، الأمر
الذي يمكن اعتباره نوعاً من التحيز ضد قضايا القارة الإفريقية حتي ولو
كانت قضايا تخص عرب إفريقيا شمال الصحراء. وحول عدم وجود علاقة جوهرية
بين الحكومة في قطر وقناة الجزيرة تمكن من التحكم في سياسة القناة، رأي
الباحث وجود علاقة غير مباشرة، باعتبار أن كل مشروع إعلامي بهذا الحجم
له أهدافه السياسية، وهو أمر ليس مقتصراً علي قناة الجزيرة وحدها بل
يسري علي سائر وسائل الإعلام العالمية، وقد أدارت دولة قطر قناة
الجزيرة بطريقة ذكية، حيث وفرت لها قدراً كبيراً من المهنية الإعلامية،
ومن هنا كان نجاح القناة في تحقيق التفوق علي غيرها من مثيلاتها سواء
العربية منها أو الغربية.
وأشارت النتائج إلي أن هناك ميلاً لدي أفراد عينة الدراسة إلي أن
القناة تتحيز للدول العربية في إفريقيا عند تناولها للقضايا الإفريقية
علي حساب بقية الدول الإفريقية وأوضح تحليل المضمون أن كم المادة الخاص
بإفريقيا جنوب الصحراء قليل جداً مقارنة بإفريقيا شمال الصحراء، كما
هناك ميل أن القناة تتحيز للدول العربية في إفريقيا لكونها دولاً
عربية، وتعزو الغالبية هذا التحيز لأسباب سياسية، كما أن هناك ميلاً
أكبر إلي أن ذلك يرجع لأسباب عنصرية، ورأي الإعلاميين تجاه كل ذلك كان
أكثر سلبية نحو القناة.
بالنسبة لعدم وجود فروق بين نمط المعالجة الإعلامية للمادة المبثوثة عن
الدول الإفريقية وموقعها شمال أو جنوب الصحراء، بينت النتائج المتحصل
عليها عكس ذلك، كما أن هناك ميلاً عاماً إلي أن قناة الجزيرة لا تناصر
القضايا الإفريقية لأسباب عنصرية، بينما رأي الأفارقة أكثر إيجابية نحو
القناة من العرب.
وكذلك الحال بالنسبة للأسباب الدينية. ونفس النتيجة بالنسبة للأسباب
الثقافية وإن كان الأمر أقل حدة من السببين الآخرين العنصري والديني.
وفيما يتعلق بعدم وجود علاقة بين نمط العلاقة بين قطر والدول الإفريقية
وبين نمط المادة السلبية أو الإيجابية، أفادت نتائج الاستبانة أن قناة
الجزيرة تتأثر في تناولها لقضايا إفريقيا سلباً وإيجاباً بمستوي
العلاقات السياسية بين دولة قطر وبين الدول الإفريقية، ويلاحظ أن
الإعلاميين والعرب يميلون لتصديق الفرضية بينما رأي الأفارقة يتسم
بالحياد. وتنطبق هذه النتيجة لحد كبير علي فرضية أن قناة الجزيرة تتأثر
في تناولها لقضايا إفريقيا سلباً وإيجاباً بمستوي العلاقات السياسية
بين الدول العربية والإفريقية.
توصيات الدراسة:
وجاء في توصيات الدراسة دعوة الجزيرة إلي زيادة عدد مراسليها ومكاتبها
في إفريقيا، بحيث تغطي بشكل موضوعي كافة أحداث وقضايا القارة دون
اللجوء إلي المصادر الأجنبية المنطلقة من نظرة دونية تجاه دول العالم
الثالث. وأن تعتمد أكبر عدد من الخبراء الأفارقة من سياسيين،
وإعلاميين، وأكاديميين للتعليق علي الأحداث الإفريقية خاصة، بل
والأحداث الأخرى بشكل عام. إضافة إلي زيادة الاهتمام بالقضايا
الإفريقية بما يتناسب مع أهمية القارة وصلاتها الحتمية مع العالم
العربي، كماً ونوعاً، عبر مختلف البرامج التي تقدمها القناة، بحيث
ترتفع نسبة الحلقات التي تتعاطى مع قضايا إفريقيا، علي أن يتم ذلك من
خلال معالجة موضوعية، تبتعد عن التركيز علي الكوارث والأمراض والمظاهر
السلبية. ودعا الباحث علي حكومات الدول الإفريقية التحكم في ردود
أفعالها حيال ما تبثه قناة الجزيرة وتري فيه موقفاً سلبياً تجاهها، وأن
يتم معالجة ذلك الأمر بقدر من ضبط النفس ومزيد من الانفتاح، وتوفير قدر
كاف من المعلومات الصحيحة، ومن ثم تجنب إجراءات مثل إغلاق المكاتب
وإيقاف المراسلين عن العمل. كما أوصي الباحث الاتحاد الإفريقي بدراسة
قيام قناة فضائية إفريقية، تستقل عن هيمنة الأخبار السياسية الرسمية
للدول الأعضاء، وتتأسس علي حزمة من المبادئ الحرفية والمهنية القابلة
للتنفيذ، علي نسق قناة الجزيرة، مشيراً إلي أنها دعوة أطلقها رئيس جنوب
إفريقيا ثابو مبيكي.
وشدد الباحث علي أهمية أن تتعاطى الجزيرة مع قضايا القارة الإفريقية
باعتبارها ميداناً هاماً للمواجهة مع إسرائيل وأن تسعي لكسب المواجهات
الإعلامية مع هذا الكيان في الميدان الإفريقي لصالح القضايا العربية
والإسلامية باعتبار أن ذلك يمثل هدفاً استراتيجياً.وأوصي محجوب باعتماد
سياسة واضحة تهدف إلي إشاعة الوعي بين كوادر القناة بالأهمية
الإستراتيجية لإفريقيا بالنسبة للعالم العربي وضرورة إعطاء أولوية خاصة
لقضاياه والتعاطي بحذر مع أي معلومات في القارة يكون مصدرها الإعلام
الغربي.يذكر أن الزميل ياسر حصل علي جائزة الإعلام البيئي الدولية عن
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من وكالة رويترز للأنباء عام 2000م
عن تحقيقات صحفية نشرت في قطر. وعمل في عدد من الصحف السودانية إضافة
إلي صحيفتي العرب والشرق القطريتين ويعمل حالياً في قسم الرصد الإعلامي
بوزارة الخارجية.
صحيفة الراية القطرية 21 يونيو 2004
تعليقات